د. رشود بن عبدالله الشقراوي
إن تغذية الأطفال من الأمور المهمة للصحة حيث إن ما يتناوله الطفل في هذا العمر يكون له الأثر الكبير على صحته عندما يبلغ وخاصة إذا كان هناك نقص أو سوء تغذية حيث تؤثر هذه على سلامة الجسم من الأمراض المصاحبة لذلك مثل هشاشة العظام وفقر الدم وقد يؤدي إلى حدوث السمنة أو النحافة وضعف المناعة وقلة النشاط البدني والعقلي لذلك يجب علينا كآباء مسؤولين الحرص على متابعة ما يتناوله الأطفال للحصول على صحة جيدة خلال هذه الفترة وما بعدها من المراحل المهمة.
الوجبات الخاوية:
يواجه فئة وجيل الأطفال والمراهقين العديد من الإغراءات وخاصة ما يعرف بالوجبات السريعة والحلويات والمأكولات المعدة بشكل مغر وجذاب مثل التشبسي هذه المواد تسمى مواد خاوية لأنها لا تمد الجسم بأي عناصر مفيدة بل قد تساهم بحدوث العديد من المشاكل الصحية وعموما فان شرائح البطاطس المقلي "التشيبس" للأسف تعتبر من الأغذية الخطيرة على صحة الإنسان وخاصة الأطفال وذلك لأنها تحتوي على العديد من المركبات التي تساهم في الاضرار بالجسم وخلاياه وقد تكون هذه المواد الموجودة فيها لها دور كبير في الحد من الصحة ومنها :
المواد المضافة:
نلاحظ إن التشيبسي يحتوي على العديد من المواد المضافة ومنها المواد الحافظة والمواد المنكهة وكذلك المواد المالحة وكل هذه المواد لها العديد من المشاكل الصحية وخاصة اذا تناول فيها الطفل كميات كبيرة فزيادة الملح في الدم له تأثير كبير على التوازن المائي (السوائل) داخل الجسم وهذا قد تؤدي الى خلل في الكلى والقلب حيث إن ارتفاع الملح في الجسم سوف يساهم في رفع معدل ومحتوى الجسم من السوائل والتي سوف تساهم في إرهاق القلب والرئتين وكذلك سوف تزيد الضغط وهذا للأسف السبب الذي يكون خلف ظاهرة ارتفاع الضغط عند الأطفال وخاصة اذا صاحب تناول "التشيبسي" تناول بعض الوجبات السريعة التي تحتوي على أملاح وخاصة إضافة الكاتشب بشكل كبير على البطاطس.
النشا:
يحتوي غذاء الشيبسي على نسبة كبيرة من النشا حيث إن مصدرها هو الكربوهيدرات اما بطاطس وغيرها مثل الذرة وهذه النشا لها تأثير على زيادة السعرات الحرارية التي يتناولها الطفل مما يكون سببا رئيسيا لزيادة الوزن وتراكم الدهون وخاصة اذا كان مع هذا التشيبسي مشروبات غازية حيث إن ذلك سوف يكون له تأثير على زيادة معدلات السعرات الحرارية وسوف يكون له تأثير على زيادة معدل بناء الدهون والأنسجة الدهنية داخل جسم الطفل ويلاحظ إن تناول "التشيبسي" عند الأطفال قد يكون بدون كمية محدودة بل يقوم الطفل بفتح أكياس التشيبسي بدون عدد وخاصة اذا كان الطفل أو المراهق أمام شاشة التلفزيون أو الكمبيوتر وفي هذه الحالة سوف يأكل بدون وعي وخاصة اذا كان لديه زملاءه معه وهناك تنافس أمام هذه الألعاب وبالتالي فانه سوف يتناول هذه الأغذية الخاوية بكميات كبيرة دون وعي وتركيز .
زيوت القلي:
مما لاشك فيه إن طرق تصنيع وإعداد البطاطس المقرمش "التشيبسي" يعتمد على القلي والغمر في الزيت لمدة ليست قصيرة هذه الطريقة سوف تجعل هذه المنتج يتشبع بالزيت وبالتالي فان هناك نسبة كبيرة جداً من المركبات
الضارة التي تنتج من عملية رفع درجة حرارة الزيت حيث إن ارتفاع درجات حرارة قلي الزيت وكذلك استخدام الزيت لعدة مرات سوف يكون له اثر كبير على تكوين وإنتاج بعض المركبات الخطيرة والتي في الغالب تدخل في المادة الغذائية المقلية مما يكون لها دور كبير في حدوث العديد من المشاكل الصحية وخاصة إن بعض هذه المواد الكيميائية الناتجة من ارتفاع درجات الحرارة سوف يكون لها تأثير على الخلية وخاصة عندما تدخل داخلها فتؤثر على عملية تصنيع البروتينات (الحامض النووي) وبالتالي قد تكون عرضة لإصابة وتحويل الخلايا الطبيعية الي خلايا سرطانية -لا قدر الله- ومن المشاكل التي تنتج من تناول الأطفال والمراهقين وكذلك الكبار كميات كبيرة من الزيوت النباتية والتي في الغالب تعرف بالزيوت الغنية بالأحماض الدهنية عدم التشبع والتي لها تأثير علي جدار الخلية (cell membrane) والذي يعتبر هو الوحدة الأساسية الداعمة لحماية الخلية ونشاطاتها وحيويتها.
جدار الخلية:
إن جدار الخلية هو الواحدة الواقية للخلايا وأي خلل في هذا الجدار سوف يساهم في الحد من نشاط وفاعلية وحيوية الخلية وكما هو معروف إن جدار الخلية ما هو الا عبارة عن زيوت (أحماض دهنية) تبني بشكل طبقتين أحداهما محب للماء والأخر محب للدهون وعندما يركز الطفل على الأغذية العالية بالزيوت النباتية والتي في الغالب تكون نسبة كبيرة في الأغذية المقلية مثل (التشيبسي ) فان تركيبة هذا الجدار سوف تتغير حيث إن الأحماض الدهنية الناتجة من تناول المقليات سوف تغير تركيبة هذا الجدار وبالتالي سوف تساهم في تغير نشاطه وحيوية ونشاط المستقبلات التي تقع عليه وبالتالي سوف يؤدي ذلك الى حدوث السكري (ارتفاع السكر في الدم) وكذلك يزيده معدل الكولسترول في الدم وبالتالي نجد هناك بعض الأطفال الذين من ارتفاع الدهون والكولسترول والسكري وليس هناك شك إن لهذه الأغذية الخاوية دور مهم جدا في حدوث هذه الأمراض وخاصة اذا كان الطفل لا يزاول أي نشاط حيوي أو رياضة فنجد انه قد يصاحبه سمنة وسكري وضغط دم وكولسترول.
مما سبق يتضح اهمية العناية بتغذية الأطفال ومراقبة ما يتناولونه وما يستهلكونه حيث إن غياب الرقيب والاعتماد على المربيات والعاملات والخادمات ويجب إن نهتم به لان الأم هي التي تستطيع إن تراقب ما يتناوله الطفل وتتحمله وتوجهه وتوفر له الغذاء الصحي المناسب وإدخال الخضار والفواكه والماء وغيرها من الأغذية والاشربة الصحية وبذلك نستطيع إن نقول إن مراقبة الأطفال والشباب وما يتناولونه أمر مطلوب ومهم جدا في المحافظة على صحتهم وسلامتهم ومن أكثر الأمور التي يجب مراقبتهم فيها هو الأغذية السريعة وخاصة الخاوية منها والتي بدأ تداولها وفي تزايد وانتشار مثل التشيبسي والتي في الواقع ضررها ملحوظ وخطير وقد يكون هو سبب مباشر للعديد من الأعراض الصحية الخطيرة لذلك يجب الحد منه وتقليل تناوله لأنه مصدر للملح والمواد الحافظة والزيوت وبالتالي فان خطرة كبير والحد منه مطلوب