منتديات روع ـــــــة الـ غ ـــلا
حينما تدق الأجراس ..
تنشد الأطيار لحن الخلود ..
فتعانق نسمات الصباح ..
غروب الشمس .
يتوهج البدر حاملاً معه باقات من الزهر ..
مرحبا بك زائرنا الكريم ان لم تكن مسجلا فنحن نتشرف بتسجيلك في منتدانا

منتديات روع ـــــــة الـ غ ـــلا
حينما تدق الأجراس ..
تنشد الأطيار لحن الخلود ..
فتعانق نسمات الصباح ..
غروب الشمس .
يتوهج البدر حاملاً معه باقات من الزهر ..
مرحبا بك زائرنا الكريم ان لم تكن مسجلا فنحن نتشرف بتسجيلك في منتدانا

منتديات روع ـــــــة الـ غ ـــلا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حلم الطفولة
مراقبة عامة
مراقبة عامة
حلم الطفولة


انثى
عدد الرسائل : 1989
العمر : 24
العمل/الترفيه : طالبة
عارضة طاقة :
قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Left_bar_bleue100 / 100100 / 100قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Right_bar_bleue

رقم العضوية : 9
جنسيتك : بحرينية
المزاج : قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية _60
نقاط الشكر : 4
تاريخ التسجيل : 21/08/2008

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Empty
مُساهمةموضوع: قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية   قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Icon_minitimeالسبت يناير 02, 2010 5:43 am

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Ri4s-7130c8ce79

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية


الآيات . البقرة : ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ( 1 ) .
النحل : والله أخرجكم من بطون امها تكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون ( 2 ) .
المؤمنون : وهو الذي أنشألكم السمع والابصار والافئدة قليلا ماتشكرون ( 3 ) الروم : من آياته خلق السماوات والارض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ( 4 ) .
تفسير : " ختم الله على قلوبهم " قال النيسابوري : القلب تارة يرادبه اللحم الصنوبري المودع في التجويف الايسر من الصدر ، وهو محل الروح الحيواني الذي هو منشأ الحس والحركة ، وينبعث منه إلى سائر الاعضاء بتوسط الاوردة والشرايين ويراد به تارة اللطيفة الربانية التي بها يكون الانسان إنسانا ، وبها يستعد لا متثال الاوامر والنواهي والقيام بموجب ( 5 ) التكليف .
" إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب " ( 6 ) وهي من عالم الامر الذي لا يتوقف وجوده على مادة ومدة بعد إرادة موجده


__________________________________________________ ________________
( 1 ) البقرة : 7 .
( 2 ) النحل : 78 .
( 3 ) المؤمنون : 78 .
( 4 ) الروم : 22 .
( 5 ) بمواجب ( خ ) .
( 6 ) ق : 37 .





[246]


" إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ( 1 ) كما أن البدن بل اللحم الصنوبري من عالم الخلق وهو نقيض ذلك " ألاله الخلق والامر " ( 2 ) وقد يعبر عنها بالنفس الناطقة " ونفس ما سواها فألهمها فجورها وتقواها " ( 3 ) وبالروح " قل الروح من أمر ربي " ( 4 ) ، " و نفخت فيه من روحي ( 5 ) - ثم قال بعد تفسير السمع والبصر - : والحق عندي أن نسبة البصر إلى العين نسبة البصيرة إلى القلب ، ولكل من القلب والعين نور ، أما نورالعين فمنطبع فيها لانه من عالم الخلق ، فهو نور جزئي ، ومدركه في ذلك النور .
ولكل منهما بل لكل فرد منهما حد ينتهي إليه بحسب شدته وضعفه ويتدرج في الضعف بحسب تباعد المرئي حتى لا يدركه أو يدر كه أصغر مما هو عليه - انتهى - .
أقول : وقد مضى تفسير الختم وتأويله في كتاب العدل .
" لا تعلمون شيئا " قال الزمخشري : هو في موضع الحال ، أي غير عالمين شيئا من حق المنعم الذي خلقكم في البطون وسواكم ثم أخرجكم من الضيق إلى السعة " وجعل لكم " معناه : وركب فيكم هذه الاشياء آلات لازالة الجهل الذي ولدتم عليه واجتلاب العلم والعمل به من شكر المنعم وعبادته والقيام بحقوقه والترقي إلى مايسعدكم .
وقال النيسابوري ، اعلم أن جمهور الحكماء زعموا أن الانسان في مبدأ فطرته خال عن المعارف والعلوم ، إلا أنه تعالى خلق السممع والبصر والفؤاد وسائر القوى المدركة حتى ارتسم في خياله بسبب كثرة ورود المحسوسات عليه حقائق تلك الماهيات وحضرت صورها في ذهنه .
ثم إن مجرد حضور تلك الحقائق إن كان كافيا في جزم الذهن بثبوت بعضها لبعض أو انتفاء بعضها عن بعض فتلك الاحكام علوم بديهية .
وإن لم يكن


__________________________________________________ ________________
( 1 ) يس : 82 .
والاية كانت في المتن بجميع نسخه هكذا : إنما أمر نالشئ إذا اردناه ان نقول له كن فيكون .
( 2 ) الاعراف : 54 .
( 3 ) الشمس : 7 - 8 .
( 4 ) الاسراء : 85 .
( 5 ) ص 72 : الجر : 29 .





[247]


كذلك بل كانت متوقفة على علوم سابقة عليها - ولا محالة تنتهي إلى البديهيات قطعا للدور أو التسلسل - فهي علوم كسبية .
فظهر أن السبب الاو ل لحدوث هذه المعارف في النفوس الانسانية هو أنه تعالى أعطى الحواس والقوى الداركة للصور الجزئية .
وعندي أن النفس قبل البدن موجودة عالمة بعلوم جمة هي التي ينبغي أن تسمى بالبديهيات ، وإنما لايظهر آثارها عليها ، حتى إذا قوي وترقى ظهرت آثارها شيئا فشيئا وقد برهنا على هذه المعاني في كتبنا الحكمية ، فالمراد بقوله " لا تعلمون شيئا " أنه لايظهر أثر العلم عليهم ، ثم إنه بتوسط الحواس الظاهرة والباطنة يكتسب سائر العلوم ، ومعنى " لعلكم تشكرون " أن تصرفوا كل آلة في ما خلق لاجله ، وليس الوا وللترتيب حتى يلزم من عطف " جعل " على " أخرج " أن يكون جعل السمع والبصر والافئدة متأخرا عن الاخراج من البطن .
" واختلاف ألسنتكم وألوانكم " قال الرازي : لما أشار إلى دلائل الانفس والآفاق ذكر ما هو من صفات الانفس بالاختلاف الذي بين ألوان الانسان فإن واحدا منهم مع كثرة عددهم وصغر حجمهم ، خدودهم وقدودهم لا تشتبه بغير هم .
والثاني اختلاف كلامهم فإن عربيين هما أخوان إذا تكلما بلغة واحدة يعرف أحدهما من الآخر ، حتى أن من يكون محجوبا عنهما لا يبصر هما يقول : هنا صوت فلان .
وفيه حكمة بالغة ، وذلك لان الانسان يحتاج إلى التمييز بين الاشخاص ليعرف صاحب الحق من غيره ، والعدو من الصديق ، ليحتزر قبل وصول العدو إليه ، وليقبل علي الصديق ( 1 ) قبل أن يفوته الاقبال عليه ، وذلك قديكون بالبصر فخلق اختلاف الصور ، وقد يكون بالسمع فخلق اختلاف الاصوات وأما اللمس والشم والذوق فلا يفيد فائدة في معرفة العدو والصديق فلا يقع التمييز ( 2 ) ومن الناس من قال : إن المراد اختلاف اللغات كالعربية والفارسية والرومية وغيرها ، والاول أصح - انتهى - .
وعلى الثاني المراد أنه علم كل صنف لغته ، أو ألهمه وضعها وأقدره عليها .



__________________________________________________ ________________
( 1 ) في اكثر النسخ " ليحترز قبل .
.
" وهو خطا من النساخ ظاهر .
( 2 ) في اكثر النسخ " التمييز " .





[248]


الاخبار : 1 - مجالس الصدوق : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن يونس بن يعقوب ، قال : كان عند أبي عبدالله الصادق عليه السلام جماعة من أصحابه فيهم حمران بن أعين ، ومؤمن الطاق وهشام بن سالم ، والطيار ، وجماعة من أصحابه فيهم هشام بن الحكم وهو شاب .
فقال أبوعبدالله عليه السلام : ياهشام ، قال : لبيك يا ابن رسول الله ، قال : ألا تحدثني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته ؟ قال هشام : جعلت فداك يا ابن رسول الله ، إني اجلك وأستحييك ولا يعمل لساني بين يديك ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : إذا أمرتكم بشئ فافعلوا ( 1 ) .
قال هشام : بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة .
وعظم ذلك علي ، فخرجت إليه ودخلت البصرة في يوم الجمعة ، فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة ، وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء متزربها من صوف ، وشملة مرتد بها ( 2 ) .
فاستفرجت الناس فأفر جوالي ، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثم قلت : أيها العالم ، أنا رجل غريب ، تأذن لي فأسألك عن مسألة ؟ قال : فقال : نعم ، قال : قلت له : ألك عين ؟ قال : يا بني أي شئ هذا من السؤال ؟ ! فقلت : هكذا مسألتي .
فقال : يا بني سل وإن كانت مسألتك حمقاء .
قلت : أجبني فيها ، قال : فقال لي : سل ، قلت : ألك عين ؟ قال : نعم ، قلت : فما ترى بها ؟ قال : الالوان والاشخاص .
قال : قلت ( 3 ) : فلك أنف ؟ قال : نعم ، قلت : فما تصنع به ؟ قال : أتشمم بها الرائحة .
قال : قلت : ألك فم ؟ قال : نعم ، قلت : وما ( 4 ) تصنع به ؟ قال : أعرف به طعم الاشياء .
قال : قلت : ألك لسان ؟ قال : نعم ، قلت : وما تصنع به ؟ قال : أتكلم به ، قال : قلت : ألك اذن ؟ قال : نعم ، قلت : وما تصنع بها ؟ قال : أسمع بها الاصوات .
قال : قلت :


__________________________________________________ ________________
( 1 ) في المصدر : فافعلوه .
( 2 ) زاد فيه : والناس يسألونه .
( 3 ) فقلت : ألك .
( 4 ) فما ( خ ) .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حلم الطفولة
مراقبة عامة
مراقبة عامة
حلم الطفولة


انثى
عدد الرسائل : 1989
العمر : 24
العمل/الترفيه : طالبة
عارضة طاقة :
قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Left_bar_bleue100 / 100100 / 100قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Right_bar_bleue

رقم العضوية : 9
جنسيتك : بحرينية
المزاج : قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية _60
نقاط الشكر : 4
تاريخ التسجيل : 21/08/2008

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية   قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Icon_minitimeالسبت يناير 02, 2010 5:44 am

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Ri4s-7130c8ce79

ألك يد ؟ قال : نعم ، قلت : وما تصنع بها ؟ قال : أبطش بها .
قال : قلت : ألك قلب ؟ قال : نعم ، قلت : وما تصنع به ؟ قال : اميز كل ماورد على هذه الجوارح .
قال : قلت : أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب ؟ قال : لا ، قلت : وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة ؟ قال : يا بني إن الجوارح إذا اشكت في شئ شمته أو رأته أو ذاقته أو سمعته أو لمسته رد ته إلى القلب فييقن اليقين ويبطل الشك .
قال : فقلت : إنما أقام الله القلب لشك الجوارح ؟ قال : نعم ، قال : قلت : فلابد من القلب وإلا لم تستقم الجوارح ؟ قال : نعم ، قال : فقلت : يا أبا مروان إن الله - تعالى ذكره - لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح وييقين ما شك فيه ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم ويقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك ؟ ! قال : فسكت ولم يقل شيئا .
قال : ثم التفت إلي فقال : أنت هشام ؟ فقلت : لا ، فقال لي : أجالسته ؟ فقلت : لا ، قال : فمن أين أنت ؟ قلت : من أهل الكوفة .
قال : فأنت إذا هو ، قال : ثم ضمني إليه وأقعدني في مجلسه وما نطق حتى قمت .
فضحك أبوعبدالله الصادق عليه السلام ثم قال : ياهشام من علمك هذا ؟ قال : قلت : يا ابن رسول الله جرى على لساني .
قال : يا هشام هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى .
( 1 ) 2 - العلل : عن محمد بن موسى البرقي ، عن علي بن محمد ماجيلويه ، عن أحمد ابن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول لرجل : اعلم يا فلان أن منزلة القلب ( 2 ) من الجسد بمنزلة الامام من الناس الواجب الطاعة عليهم ، ألاترى أن جميع جوارح الجسد شرط للقلب و تراجمة له مؤدية عنه : الاذنان والعينان والانف ( 3 ) واليدان والرجلان والفرج فإن القلب إذاهم بالنظر فتح الرجل عينيه ، وإذاهم بالاستماع حرك اذنيه وفتح


__________________________________________________ ________________
( 1 ) الامالى : 351 - 352 .
( 2 ) في بعض النسخ " والجسد " والصواب ما أثبتناه موافقا لنسخ اخرى وللمصدر .
( 3 ) زاد في المصدر : " والفم " .





[250]


مسامعه فسمع ، وإذا هم القلب بالشم استنشق بأنفه فأدى تلك الرائحة إلى القلب وإذا هم بالنطق تكلم باللسان ، وإذا هم بالحركة سعت الرجلان ، وإذا هم بالشهوة تحرك الذكر ، فهذه كلها مؤدية عن القلب بالتحريك ، وكذا ينبغي للامام أن يطاع للامر منه .
( 1 ) بيان : قال في القاموس : الشرطة - بالضم - : واحد الشرط - كصرد - وهم أول كتبية تشهد الحرب وتتهيأ للموت ، وطائفة من أعوان الولاة .
3 - التوحيد والخصال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن القسم بن محمد الاصبهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين عليه السلام في حديث طويل يقول فيه : ألا إن للعبد أربع أعين : عينان يبصر بهما أمر دينه ودنياه ، وعينان يبصربهما أمر آخرته ، فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه فأبصر بهما الغيب وأمر آخرته ، وإذا أراد به غير ذلك ترك القلب بما فيه .
( 2 ) أقول : أوردت الاخبار في أحوال القلب وصلاحه وفساده وكذا أحوال النفس و درجاتها في الصلاح والفساد في أبواب مكارم الاخلاق من كتاب الكفر والايمان .
4 - المناقب لابن شهر آشوب : مما أجاب الرضا عليه السلام بحضرة المأمون لضباع ابن نصر الهندي وعمران الصابي عن مسائلهما : قال عمران : العين نور مركبة أم الروح تبصر الاشياء من منظرها ؟ قال عليه السلام : العين شحمة ، وهو البياض والسواد ، والنظر للروح .
دليله أنك تنظر فيه فترى صورتك في وسطه ، والانسان لا يرى صورته إلا في ماء أو مرآة وما أشبه ذلك .
قال ضباع : فإذا عميت العين كيف صارت الروح قائمة والنظر ذاهب ؟ قال : كالشمس طالعة يغشاها الظلام .
قالا ( 3 ) : أين تذهب الروح ؟ قال : أين يذهب الضوء الطالع من الكوة في البيت إذا سدت الكوة ؟ قال : أوضح لي


__________________________________________________ ________________
( 1 ) علل الشرائع : ج 1 ، ص 103 .
( 2 ) الخصال : 112 .
( 3 ) في المصدر : قال .





[251]


ذلك قال : الروح مسكنها في الدماغ وشعاعها منبث في الجسد بمنزلة الشمس دارتها في السماء وشعاعها منبسط على الارض ، فإذا غابت الدارة فلا شمس ، وإذا قطعت الرأس فلا روح .
( 1 ) بيان : " نور مركبة " أي مدرك ركب في هذا العضو وهو يدرك المبصرات ، أم المدرك الروح وهذا منظره ؟ واختار عليه السلام الثاني ، ويدل على أن المدرك النفس وهذه آلاتها كما مر أنه المشهور .
ويحتمل أن يكون المراد به الروح الحيواني بأن يكون المراد أن المدرك هو الروح الذي في العين لا نفس الضوء ( 2 ) فلا ينفي المذهب الآخر كما يومئ إليه قوله " الروح مسكنها في الدماغ " وهو يدل على أن محل الروح ومنشأه الدماغ كما قيل ، وكأن النزاع لفظي ، المراد هنا الروح النفساني النازل من الدماغ بتوسط الاعصاب إلى جميع البدن ، ومنشأ الجميع القلب .
قال بعض المحققين : خلق الله سبحانه بلطيف صنعه جرما حارا لطيفا نورانيا شفافا يسمى الروح البخاري ، وجعله مركبا للنفس وقواها ، وكرسيا للملائكتها حيا بحياتها ، باقيا بتعلقها به ، فانيا برحلتها عنه لا كسائر الاجرام التي تزول عنها الحياة وهي باقية ، وبه حياة البدن من الواهب بواسطة النفس .
فكل موضع يفيض عليه من سلطان نوره يحيى وإلا فيموت .
واعتبر بالسدد ، فلو لا أن قوة الحس والحركة قائمة بهذا الجسم اللطيف لما كانت السدد يمنعها ، وقد يخدر العضو بالسدة بحيث لا يتألم بجرح وضرب ، وربما ينقطع فتبطل الحياة منه ، ولولا أنه شديد اللطافة لما نفذ في شباك العصب .
ومن أخذ بعض عروقه يحس بجري جسم لطيف حار فيه وتراجعه عنه ، وهذا هو الروح ، ومنبعه القلب الصنوبري ، ومنه يتوزع على الاعضاء العالية والسافلة من البدن ، فما يصعد إلى معدن الدماغ على أيدي خوادم الشرايين معتدلا بتبريده فائضا إلى الاعضاء المدركة المتحركة منبثا في جميع البدن يسمى روحا نفسانيا ، وما يسفل منه إلى الكبد بأيدي سفراء الاوردة الذي هو مبدأ


__________________________________________________ ________________
( 1 ) المناقب : ج 4 ، ص 353 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حلم الطفولة
مراقبة عامة
مراقبة عامة
حلم الطفولة


انثى
عدد الرسائل : 1989
العمر : 24
العمل/الترفيه : طالبة
عارضة طاقة :
قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Left_bar_bleue100 / 100100 / 100قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Right_bar_bleue

رقم العضوية : 9
جنسيتك : بحرينية
المزاج : قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية _60
نقاط الشكر : 4
تاريخ التسجيل : 21/08/2008

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية   قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Icon_minitimeالسبت يناير 02, 2010 5:45 am

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Ri4s-7130c8ce79

( 2 ) العصو خ .





[252]


القوى النباتية منبثا في أعراق البدن يسمى روحا طبيعيا - انتهى - .
قوله " دليله أنك تنظر فيه " كأن الغرض التنبيه على أن هذا العضو بنفسه ليس شاعرا لشئ ، لانه مثل سائر الاجسام الصقيلة التي يرى فيها الوجه كالماء والمرآة فكما أنها ليست مدركة لما ينطبع فيها فكذا العين وغيرها من المشاعر ، أو دفع ( 1 ) لتوهم كون الانطباع دليلا على كونها شاعرة ، فيكون سندا للمنع .
قوله " دارتها " أي جرمها المستدير .
في القاموس : الدار : المحل ، يجمع البناء والعرصة ، كالدارة ، وبالهاء ما أحاط بالشئ كالدائرة ، ومن الرمل ما استدار منه وهالة القمر .
وفي المصباح : الدارة دارة القمر وغيره ، سميت بذلك لاستدارتها - انتهى - .
والرأس مذكر ، وتأنيث الفعل كأنه لاشتماله على الاعضاء الكثيرة إن لم يكن من تصحيف النساخ .
5 - التوحيد : عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن أبي إسحاق ، عن عدة من أصحابنا أن عبدالله الديصاني أتى هشام بن الحكم فقال له : ألك رب ؟ فقال : بلى ، قال : قادر ؟ قال : بلى ( 2 ) قادر قاهر ، قال : يقدر أن يدخل الدنيا كلها في البيضة لا تكبر ( 3 ) البيضة ولا تصغر الدنيا ؟ فقال هشام : النظرة .
فقال له : قد أنظرتك حولا ! ثم خرج عنه ، فركب هشام إلى أبي عبدالله عليه السلام فاستأذن عليه فأذن له ، فقال : يا ابن رسول الله ، أتاني عبدالله الديصاني بمسألة ليس المعول فيها إلا على الله وعليك ، فقال أبوعبدالله عليه السلام : عماذا سألك ؟ فقال : قال لي كيت وكيت .
فقال أبوعبدالله عليه السلام : يا هشام ، كم حواسك ؟ قال : خمس ، فقال : أيها
-بحار الانوار مجلد: 54 من ص 252 سطر 19 الى ص 260 سطر 18 أصغر ؟ فقال : الناظر .
قال : وكم قدر الناظر ؟ قال : مثل العدسة أو أقل منها ، فقال : يا هشام فانظر أمامك وفوقك وأخرني بما ترى .
فقال : أرى سماء وأرضا ودورا وقصورا وترابا وجبالا وأنهارا ، فقال له أبوعبدالله عليه السلام : إن الذي قدر أن يدخل


__________________________________________________ ________________
( 1 ) رفع خ .
( 2 ) في المصدر : نعم .
( 3 ) في المصدر " لا يكبر في البيضة " والصواب ما في المتن .





[253]


الذي تراه العدسة ( 1 ) أو أقل منها قادر أن يدخل الدنيا كلها البيضة ولا تصغر الدنيا ولا تكبر البيضة .
فانكب هشام عليه وقبل يديه ورأسه ورجليه وقال : حسبي يا ابن رسول الله .
فانصرف إلى منزله وغدا عليه الديصاني فقال له : يا هشام ، إني جئتك مسلما ولم أجئك متقاضيا للجواب .
فقال له هشام : إن كنت جئت متقاضيا فهاك الجواب ( 2 ) - الخبر - .
تبيين : أقول : في حل هذا الخبر وجوه أرودتها في كتاب التوحيد ، وعلى التقادير يدل على أن الابصار بالانطباع ، وعلى بعض الوجوه المتقدمة يحتمل أن يكون إقناعيا مبنيا على المقدمة المشهورة بين الجمهور أن الرؤية بدخول صور المرئيات في العضو البصري ، فلا ينافي كون الابصار حقيقة بخروج الشعاع .
6 - الاختصاص : قال العالم عليه السلام : خلق الله عالمين متصلين : فعالم علوي وعالم سفلي .
وركب العالمين جميعا في ابن آدم ، وخلقه كريا ( 3 ) مدورا فخلق الله رأس ابن آدم كقبة الفلك ، وشعره كعدد النجوم ، وعينيه كالشمس والقمر ، ومنخريه كالشمال والجنوب ، واذنيه كالمشرق والمغرب ، وجعل لمحة كالبرق ، وكلامه كالرعد ومشيه كسير الكواكب ، وقعوده كشرفها ، وغفوه كهبوطها ، وموته كاحتراقها .
وخلق في ظهره أربعة وعشرين فقرة كعدد ساعات الليل والنهار ، وخلق له ثلاثين معى كعدد الهلال ثلاثين يوما ، وخلق له اثني عشر وصلا ( 4 ) كعدد السنة اثني عشر شهرا ، وخلق له ثلاثمائة وستين عرقا كعدد السنة ثلاثمائة وستين يوما ، وخلق له سبعمائة عصبة واثني عشر عضوا وهو مقدار ما يقيم الجنين في بطن امه .
وعجنه من مياه أربعة : فخل المالح في عينيه ، فهما لا يذوبان في الحر ولا يجمدان في البرد ، وخلق المر في اذنيه لكي لا تقربهما الهوام ، وخلق المني في ظهره ليكلا يعتريه الفساد ، وخلق


__________________________________________________ ________________
( 1 ) فيه : العدس .
( 2 ) التوحيد : 75 .
( 3 ) في المصدر : كرويا .
( 4 ) من هنا إلى " واثنى عشر " غير موجود في المصدر .





[254]


العذب في لسانه ( 1 ) ليجد طعم الطعام والشراب ، وخلقه بنفس وجسد وروح ، فروحه التي لا تفارقه إلا بفراق الدنيا ، ونفسه التي تريه ( 2 ) الاحلام والمنامات ، وجسمه هو الذي يبلى ويرجع إلى التراب ( 3 ) .
بيان : " وغفوه " أي نومه .
وفي بعض النسخ " فقره " وكأنه تصحيف .
" وهو مقدار ما يقيم " أي الاثنا عشر ، فإن أكثر الحمل اثنا عشر شهرا على الاشهر .
وكأن الروح هو الحيواني ، والنفس هى الناطقة .
7 - تحف العقول : سأل يحيى بن أكثم عن قول علي عليه السلام " إن الخنثى يورث من المبال " وقال : فمن ينظر إذا بال إليه ؟ مع أنه عسى أن تكون امرأة وقد نظر إليها الرجال ، أو عسى أن يكون رجلا وقد نظرت إليه النساء ، وهذا مالا يحل .
فأجاب أبوالحسن الثالث عليه السلام : إن قول علي عليه السلام حق ، وينظر قوم عدول يأخذ كل واحد منهم مرآة وتقوم الخنثى خلفهم عريانة ، فينظرون في المرايا فيرون الشبح فيحكمون عليه ( 4 ) .
بيان : ظاهره أن الرؤية بالانطباع لا بخروج الشعاع ، لقوله عليه السلام " فيرون الشبح " ولانه إذا كان بخروج الشعاع فلا ينفع النظر في المرآة ، لان المرئي حينئذ هو الفرج أيضا .
ويمكن الجواب بوجهين : الاول : أن منبى الاحكام الشرعية الحقائق العرفية واللغوية لا الدقائق الحكمية ، ومن رأى امرأة في الماء لا يقال لغة ولا عرفا : أنه رآها ، وإنما يقال : رأى صورتها وشبحها .
والنصوص الدالة على تحريم النظر إلى العورة إنما تدل على تحريم الرؤية المتعارفة ، وشمولها لهذا النوع من الرؤية غير معلوم .
فيمكن أن يكون كلامه عليه السلام مبنيا على ذلك لا على كون الرؤية بالانطباع ، ويكون قوله " فيرون الشبح "


__________________________________________________ ________________
( 1 ) في المصدر : فشهد آدم أن لا إله إلا الله فخلقه بنفس - الخ - .
( 2 ) فيه : يرى بها الاحلام .
( 3 ) الاختصاص : 142 - 143 .
( 4 ) تحف العقول : السؤال في ص 477 ، والجواب في ص 480 .





[255]


مبنيا على ما يحكم به أهل العرف ، وذكره لبيان أن مثل تلك الرؤية لا تسمى رؤية حقيقية ( 1 ) لا عرفا ولا لغة .
والثانى أنه يحتمل أن يكون الحكم مبنيا على الضرورة ، ويجوز في حال الضرورة مالا يجوز في غيرها ، فيجوز النظر إلى العورة كنظر الطبيب والقابلة وأمثالهما ولما كان هذا النوع من الرؤية أخف شناعة وأقل مفسدة اختاره عليه السلام لدفع الضرورة هناك بها ، فلا يدل على الجواز عند فقد الضرورة ، وعلى الانطباع .
والاول أظهر .
ومع ذلك لا يمكن دفع كون ظاهر الخبر الانطباع ، وسنتكلم في أصل الحكم في موضعه إن شاء الله تعالى .
8 - توحيد المفضل : قال الصادق عليه السلام : فكر يا مفضل في الافعال التي جعلت في الانسان من الطعم النوم والجماع وما دبر فيها ، فإنه جعل لكل واحد منهما في الطباع نفسه محرك يقتضيه ويستحث به .
فالجوع يقتضي الطعم الذي به حياة البدن وقوامه ، والكرى ( 2 ) يقتضي النوم الذي فيه راحة البدن وإجمام قواه ، والشبق يقتضي الجماع الذي فيه دوام النسل وبقاؤه ، ولو كان الانسان إنما يصير إلى أكل الطعام لمعرفته بحاجة بدنه إليه ولم يجد من طباعه شيئا يضطره إلى ذلك كان خليقا أن يتوانى عنه أحيانا بالتثقل والكسل ، حتى ينحل بدنه فيهلك ، كما يحتاج الواحد إلى الدواء لشئ مما يصلح به بدنه فيدافع به حتى يؤديه ذلك إلى المرض والموت : وكذلك لو كان إنما يصير إلى النوم بالتفكر في حاجته إلى راحة البدن وإجمام قواه كان عسى أن يتثاقل عن ذلك فيدفعه حتى ينهك بدنه .
ولو كان إنما يتحرك للجماع بالرغبة في الولد كان غير بعيد أن يفتر عنه حتى يقل النسل أو ينقطع .
فإن من الناس من لا يرغب في الولد ولا يحفل ( 3 ) به .
فانظر كيف جعل لكل واحد من هذه الافعال التي بها قوام الانسان وصلاحه محرك من نفس الطبع يحركه كذلك ويحدوه عليه .



__________________________________________________ ________________
( 1 ) حقيقة ( خ ) .
( 2 ) الكرى - بفتحتين - : النعاس .
( 3 ) أى لا يبالى ولا يهتم به ، وفى نسخة " لا يحتمل به " وفى اخرى " ولا بمجفل به "


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حلم الطفولة
مراقبة عامة
مراقبة عامة
حلم الطفولة


انثى
عدد الرسائل : 1989
العمر : 24
العمل/الترفيه : طالبة
عارضة طاقة :
قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Left_bar_bleue100 / 100100 / 100قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Right_bar_bleue

رقم العضوية : 9
جنسيتك : بحرينية
المزاج : قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية _60
نقاط الشكر : 4
تاريخ التسجيل : 21/08/2008

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية   قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Icon_minitimeالسبت يناير 02, 2010 5:45 am

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Ri4s-7130c8ce79

يرهقه الموت فيخرج من الدنيا غير تائب ، كما قد يكون على الواحد دين إلى أجل وقد يقدر على قضائه فلا يزال يدافع بذلك حتى يحل الاجل وقد نفذ المال ، فيبقى الدين قائما عليه .
فكان خير الانسان أن يستر عنه مبلغ عمره ، فيكون طول عمره يترقب الموت ، فيترك المماصي ويؤثر العمل الصالح .
فإن قلت : وها هو الآن قد ستر عنه مقدار حياته وصار يترقب الموت في كل ساعة يقارف الفواحش وينتهك المحارم .
قلنا : إن وجه التدبير في هذا الباب هو الذي جرى عليه الامر فيه ، فإن كان الانسان مع ذلك لا يرعوي ولا ينصرف عن المساوي فإنما ذلك من مرحه ومن قساوة قلبه ، لا من خطأ في التدبير .
كما أن الطبيب قد يصف للمريض ما ينتفع به ، فإن كان المريض مخالفا لقول الطبيب لا يعمل بما يأمره ولا ينتهي عما ينهاه عنه لم ( 1 ) ينتفع بصفته ، ولم يكن الاساءة في ذلك للطبيب ، بل للمريض حيث لم يقبل منه .
ولئن كان الانسان مع ترقبه للموت كل ساعة لايمتنع عن المعاصي فإنه لووثق بطول البقاء كان أحرى بأن يخرج إلى الكبائر القطيعة ( 2 ) فترقب الموت على كل حال خير له من الثقة بالبقاء .
ثم إن ترقب الموت وإن كان صنف من الناس يلهون عنه ولا يتعظون به فقد يتعظ به صنف آخر منهم ، وينزعون عن المعاصي ، ويؤثرون العمل الصالح ، ويجودون بالاموال والعقائل النفيسة في الصدقة على الفقراء والمساكين ، فلم يكن من العدل أن يحرم هؤلاء الانتفاع بهذه الخصلة لتضييع اولئك حظهم منها .
تذنيب
-بحار الانوار مجلد: 54 من ص 260 سطر 19 الى ص 268 سطر 18 ولنذكر بعض ما ذكره الحكماء في تحقيق القوى البدنية الانسانية ، لتوقف فهم الآيات والاخبار عليها في الجملة ، واشتمالها على الحكم الربانية .
قالوا : الحيوان جسم مركب مختص من بين المركبات بالنفس الحيوانية لكون مزاجة أقرب إلى الاعتدال جدا من النباتات والمعادن ، فبعد أن يستوفي درجة


__________________________________________________ ________________
( 1 ) في بعض النسخ ، ولم ينتفع بصفته فلم يكن .
( 2 ) الفظيعة ( خ ) .





[261]


الجماد والنبات يقبل صورة أشرف من صورتهما .
وعرفوا النفس الحيوانية بأنها كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يدرك الجزئيات ويتحرك بالارادة .
ولها قوتان : مدركة ، ومحركة .
أما المدركة فهي إما في الظاهر أو في الباطن .
أما التي في الظاهر فهي خمس بحكم الاستقراء .
وقيل : لان الطبيعة لا تنتقل من درجة الحيوانية إلى درجة فوقها إلا وقد استكملت جميع ما في تلك المرتبة ، فلو كان في الامكان حس آخر لكان حاصلا للانسان ، فلما لم يحصل علمنا أن الحواس منحصرة في الخمس .
فمنها السمع وهو قوة مودعة في العصب المفروش في مقعر الصماخ ، ويتوقف على وصول الهواء المنضغط بين القارع والمقروع و ( 1 ) القالع والمقلوع مع مقاومة المتكيف بكيفية الصوت المعلول لتموج ذلك الهواء إلى الصماخ


وليس مرادهم بوصوله ما هو المتبادر منه ، بل إن ذلك الهواء بتموجه يموج الهواء المجاور له ويكيفه بالصوت ، ثم يتموج المجاور لهذا المجاور وهكذا إلى أن يتموج الهواء الراكد في الصماخ .
وقيل : لا ينحصرالمتوسط في الهواء ، بل كل جسم سيال كالماء أيضا .
ومنها البصر وهو قوة مودعة في ملتقى العصبتين المجوفتين النابتتين من غور البطنين المقدمين من الدماغ ، يتيامن النابت منهما يسارا ، ويتياسر النابت منهما يمينا ، فيلتقيان ويصير تجويفهما واحدا ، ثم ينعطف النابت منهما يمينا إلى الحدقة اليمنى ، والنابت منهما يسارا إلى الحدقة اليسرى ، ويسمى الملتقى بمجمع النور .
والفلاسفة اختلفوا في كيفية الابصار ، فالطبيعيون منهم ذهبوا إلى أنه بانطباع شبح المرئي في جزء من الرطوبة الجليدية التي هي بمنزلة البرد والجمد في الصقالة المرآتية ، فإذا قابلها متلون مستنير انطبع مثل صورته فيها كما ينطبع صورة الانسان في المرآة ، لا بأن ينفصل من المتلون شي ء ويميل إلى العين بل بأن يحدث مثل صورته في عين الناظر ، ويكون استعداد حصوله بالمقابلة المخصوصة مع توسط الهواء المشف .



__________________________________________________ ________________
( 1 ) أو ( خ )




[262]


والرياضيون ذهبوا إلى أنه بخروج الشعاع من العين على هيئة مخروط رأسه عند العين وقاعدته عند المرئي ، ثم اختلفوا في أن ذلك المخروط مصمت أو مؤتلف من خطوط مجتمعة في الجانب الذي يلي الرأس متفرقة في الجانب الذي يلي القاعدة .
وقال بعضهم بأن الخارج من العين خط واحد مستقيم لكن يثبت طرفه الذي يلي العين ويضطرب طرفه الاخرى على المرئي فيتخيل منه هيئة مخروط .
والاشراقيون قالوا : لاشعاع ولا انطباع ، وإنما الابصار مقابلة المستنير للعضو الباصر الذي فيه رطوبة صقيلة ، فإذا وجدت هذه الشروط مع زوال المانع يقع للنفس علم حضوري إشراقي على المبصر ، فتدركه النفس مشاهدة ظاهرة جلية .
لكن المشهور من آراء الفلاسفة الانطباع والشعاع .
تمسك الاولون بوجوه : أحدها - وهو العمدة - أن العين جسم صقيل نوراني وكل جسم كذلك إذا قابله كثيف ملون انطبع فيه شبحه كالمرآة .
أما الكبرى فظاهر وأما الصغرى فلما نشاهد من النور في الظلمة إذا حك المنتبه من النوم عينه ، ولان الانسان إذا نظر نحو أنفه قديرى عليه دائرة مثل الضياء ، وإذا انتبه من النوم قد يبصر ما قرب منه ثم يفقده ، وذلك لا متلاء العين من النور .
وإن غمضنا إحدى العينين اتسمع مثقب العين الاخرى ، فيعلم أنه يملؤه جوهر نوري .
ولولا انصباب أجسام نورانية من الدماغ إلى العين لكان تجويف العصبتين عديم الفائدة .
وثانيها أن الاحساس بسائر الحواس ليس لاجل خروج شئ من المحسوس بل لاجل أن يأتيها صورة المحسوس ، فكذا حكم الابصار .
وثالثها أن كون رؤية الاشياء الكبيرة من البعيد صغيرة لضيق زاوية الرؤية لايتأتى إلا مع القول بكون موضع الرؤية هو الزاوية كما هو رأي أصحاب الانطباع لا القاعدة على ما هو رأي القائلين بخروج الشعاع ، فإنها لا تتفاوت .
ورابعها أن من حدق النظر إلى الشمس ثم انصرف عنها يبقى في عينه صورتها زمانا ، وذلك يوجب ما قلناه وخامسها أن الممرورين يرون صورا مخصوصة لا وجود لها في الخارج ، فإذن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حلم الطفولة
مراقبة عامة
مراقبة عامة
حلم الطفولة


انثى
عدد الرسائل : 1989
العمر : 24
العمل/الترفيه : طالبة
عارضة طاقة :
قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Left_bar_bleue100 / 100100 / 100قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Right_bar_bleue

رقم العضوية : 9
جنسيتك : بحرينية
المزاج : قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية _60
نقاط الشكر : 4
تاريخ التسجيل : 21/08/2008

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية   قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Icon_minitimeالسبت يناير 02, 2010 5:46 am

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Ri4s-7130c8ce79

حصولها في البصر .
واجيب عن الاول بأنه بعد تمامه لايفيد إلا انطباع الشبح ، وأما كون الابصار به فلا .
وعن الثاني أنه تمثيل بلا جامع .
وعن الثالث بأن كون العلة ما ذكرتم غير مسلم ، كيف وأصحاب الشعاع يذكرون له وجها آخر .
وعن الرابع بأن الصورة غير باقية في الباصرة بل في الخيال ، وأين أحدهما من الآخر .
وعن الخامس أنه إنما يدل على إثبات الانطباع في هذا النحو من الرؤية التي هي من قبيل الرؤيا ومشاهدة الامور الغائبة عن الابصار بوقوع أشباحها في الخيال ، ولا يدل على أن الابصار للموجودات في الخارج بالانطباع ، وقياس أحدهما على الآخر غير ملتفت إليه في العلوم .
وتمسك القائلون بالشعاع أيضا بوجوه : احدها أن من قل شعاع بصره كان إدراكه للقريب أصح من إدراكه للبعيد لتفرق الشعاع في ( 1 ) البعيد ، ومن كثر شعاع بصره مع غلظه كان إدراكه للبعيد أصح ، لان الحركة في المسافة البعيدة تفيدرقة وصفاء ، ولوكان الابصار بالانطباع لما تفاوت الحال .
وثانيها أن الاجهر يبصر بالليل دون النهار ، لان شعاع بصره لقلته يتخلل نهارا شعاع الشمس فلا يبصر ، ويجتمع ليلا فيقوى على الابصار ، والاعمش بالعكس لان شعاع بصره لغلظه لايقوى على الابصار إلا إذا أفادته الشمس رقة وصفاء .
وثالثها أن الانسان إذا نظر إلى ورقة ورآها كلها لم يظهر له إلا السطر الذي يحدق نحوه البصر وما ذاك إلا بسبب أن مسقط سهم مخروط الشعاع أصح إدراكا .
ورابعها أن الانسان يرى في الظلمة كأن نورا انفصل عن عينه وأشرق على أنفه ، وإذا غمض عينه على السراج يرى كأن خطوطا شعاعية اتصلت بين عينيه والسراج .
والجواب عن الكل أنها لاتدل على المطلوب ، أعني كون الابصار بخروج الشعاع بل على أن في العين نورا ، ونحن لا ننكر أن في آلات الابصار أجساما شعاعية مضيئة تسمى بالروح الباصرة ، وإن أنكرها محمد بن زكريا زعما أن النور لا يوجد إلا في النار


__________________________________________________ ________________
( 1 ) للبعيد ( ح ) .





[264]


وفي الكواكب ، وأما الاجسام الكثيفة وما في بواطنها فالا ولى بها الظلمة ، وكيف يعقل داخل الدماغ مع تسترها بالحجب جسم نوراني ؟ أما ابن سينا فقد اعترت بذلك ، لان جالينوس لما احتج ببعض الشبه التي مر ذكرها على خروج الشعاع من العين [ و ] أجاب عنه بأن ذلك يدل على وجود الشعاع في العين ولا نزاع فيه لكن قلتم إن ذلك الشعاع يخرج فحينئذ نقول : آلة الابصار جسم نوراني في الجليدية يرتسم منه بين العين والمرئي مخروط وهمي يتعلق إدراك النفس بذلك المرئي من جهة زاويته التي عند الجليدية وتشتد حركته عند رؤية البعيد ، فيتخلل لطيفها ، فيفتقر إلى تلطيف إذا غلظ ، وتكثيف إذا لطف ورق فوق ماينبغي ، ويحدث منها في المقابل القابل أشعة وأضواء يكون قوتها في مسقط السهم مما يحاذي مركز العين الذي هو بمنزلة الزاوية للمخروط الوهمي ولشدة استنارته يكون مايرى منه أظهر ، وإدراكه أقوى وأكمل ، ويشبه أن يكون هذا مراد القائلين بخروج الشعاع تجوزا منهم على ما صرح به الشيخ ، وإلا فهو باطل قطعا ، أما إذا اريد حقيقة الشعاع الذي هو من قبيل الاعراض فظاهر ، وإن اريد جسم شعاعر يتحرك من العين إلى المرئي فلانا قاطعون بأنه يمتنع أن يخرج من العين جسم ينبسط في لحظة على نصف كرة العالم ، ثم إذا طبق الجفن عاد إليها أو انعدم ، ثم إذا فتح خرج مثله وهكذا ، وأن يتحرك الجسم الشعاعي من دون قاسر أوإرادة إلى جميع الجهات ، وأن ينفذ في الافلاك ويخرقها ليرى الكواكب ، وأن لا يتشوش لهبوب الرياح ولا يتصل بغير المقابل ، كما في الاصوات حيث يميلها الرياح إلى الجهات ، ولانه يلزم أن لايرى القمر مثل الثوابت بل بزمان يناسب التفاوت بينهما ، وليس كذلك بل يرى الافلاك بما فيها من الكواكب دفعة .
ثم إن للقائلين بالشعاع مذهبا آخر ، وهو أن المشف الذي بين البصر والمرئي يتكيف بكيفية الشعاع الذي في البصر ، ويصير بذلك آلة للابصار .
ويرد عليه المفاسد المتقدمة مع زيادة .
وقال صاحب المقاصد : الحق أن الابصار بمحض خلق الله تعالى عند فتح العين .
ثم اعلم أنه يعرض في الرؤية امور غريبة قد يستدل ببعضها على أحد المذهبين




[265]


منها اختلاف الاقدار بسبب تفاوت الابعاد ، والسبب فيه على كلا المذهبين اختلاف زاوية مركز الجليدية انفراجا وحدة ، فانه إذا قابل المبصر البصر توهمنا خطين مستقيمين واصلين بين مركز الجليدية وطرفي المبصر ، فيحصل زاوية البتة عند مركز الجليدية ، فكلما كانت تلك الزاوية أعظم يرى المرئي أصغر ، ولا يخفى على المتدرب أن قرب المرئي سبب لعظم تلك الزاوية ، وبعده سبب لصغرها ، أو بزيادة القرب يزيد عظمها وبزيادة البعد يزيد صغرها ، فالخطوط التي هي أضلاع الزوايا موجودة عند الرياضيين ، موهومة عند المشائين ، وكل من أصحاب المذهبين جعل هذا مؤيدا لمذهبه ، وله وجه وإن كان بمذهب المشائين أنسب .
وقال بعض المحققين : قد قرر الحكماء عن آخر هم أن تفاوت أقدار المبصرات بتفاوت أقدار الزاوية المذكورة ، ويتبع تفاوت إحداهما تفاوت الاخرى على نسبتها من غير انثلام في اتساق النسبة ، وبنوا عليه علم المناظر وغيره من معظمات المسائل .
وفيه شبهة ، وهو أنا إذا قربنا جسما صغير اطوله مثل طول البصر أو أزيد بقليل كالا صبع من البصر بحيث يصل إلى رؤس شعر الجفن فيرى بزاوية عظيمة جدا ويحجب الجبل العظيم جدا ، فزاويته أعظم من زاوية الجبل ، فيجب أن يرى أعظم ، مع أن الامر بخلافه ضرورة .
والجواب أنه في الرؤية أعظم إلا أنه يعلم بحكم العقل أنه صغير جدا ورؤي عظيما بسبب كمال قربه - انتهى - .
ومنها رؤية المرئيات في المرايا والاجسام الصقيلة ، واختلف في سببه وتفرق آراؤهم إلى مذاهب أربعة : الاول مذهب أصحاب الشعاع حيث ذهبوا إلى أنه بانعكاس الخطوط الشعاعية ، وتفصيله أنا نعلم تجربة أن الشعاع ينعكس من الجسم الصقيل ، كما ينعكس شعاع الشمس من الماء إلى الجدار ، ومن المرآة إلى مقابلها ، فاذا وقع شعاع البصر على المرآة مثلا ينعكس منها إلى جسم آخر وضعه من المرآة وضع المرآة من البصر على وجه تتساوى زاويتا الشعاع والانعكاس ، فإذا قابلت المرآة وجه المبصر وكان سهم المخروط الشعاعي عمودا على سطح المرآة وجب انعكاس ذلك الخط العمود من سمته بعينه إلى مركز الجليدية ، إذ لو النعكس إلى غيره لزم تساوى زاوية قائمة مع زاوية




[266]


حادة ، وانعكست الخطوط القربية منه إلى باقي أجزاء الوجه فيرى الوجه .
وإذا كانت المرآة غير مقابلة للبصر على الوجه المذكور لم ينعكس الشعاع إليه ، بل إلى جسم آخر من شأنه أن تتساوى به الزاويتان المذكورتان .
فالمرئي في المرآة إنما هو الامر الخارجي لكن لما رؤي بالشعاع الذي رؤي به المرآة يظن أنه في المرآة وليس موجودا في المرآة ، وإذا كان الوجه قريبا من المرآة والخطوط المنعكسة قصيرة يظن أن صورة المرئي قريبة من سطح المرآة ، وإذا كان الوجه بعيدا عنها والخطوط المنعكسة طويلة يظن الصورة غائرة فيها .
واورد عليه وجوه من الايراد المذكورة في محالها .
الثانى مذهب أصحاب الانطباع ، وتوضيحه أنه كما أن القوة الباصرة بحيث إذا قابلت جسما ملونا مضيئا ارتسمت صورته فيها ، فكذلك هي بحيث إذا قابلت جسما صقيلا ارتسمت صورتها في الباصرة مع صورة مقابل ذلك الجسم الصقيل ترتسم في جزء ارتسمت فيه صورة المرآة .
وشرط الانعكاس عندهم أيضا مامر من كون الجسم المقابل من المرآة مثل مقابلة المرآة للمبصر بحيث تتساوى زاويتا الشعاع والانعكاس من الخطوط الشعاعية الموهومة المفروضة المستقيمة .
الثالث مذهب سخيف ضعيف ، وهو أن الصورة ينطبع في المرآة .
الرابع مذهب أفلاطون ومن سبقه وتبعه من الاشراقيين ، حيث أثبتوا عالما آخر سوى هذا العالم الجسماني الذي هو المحدد للجهات مع ما فيه من الاجرام الفلكية والاجسام العنصرية ، وهو عالم متوسط بينه وبين عالم المجردات العقلية الصرفة المنزهة عن المقدار والحيز والجهة والشكل .
فإن أشخاص هذا العالم صور مثالية ، وأشباح برزخية ، مجردة عن الطبائع والمواد ، نورانية ، يسمى ذلك العالم عالم المثال .
قالوا : إن الصور المرئية في المرايا وغيرها من الاجسام الصقيلة والصور المتخيلة وأمثالها صور موجودة قائمة بنفسها ، إذ لو كانت الصور في المرآة لما اختلف رؤية الشئ باختلاف مواضع نظرنا إليها ، ولو كانت في الهواء لم يمكن أن ترى لان الهواء شفاف لم يمكن أن يرى وكذا ما حل فيه ، وليست هي صورتك بعينها بأن ينعكس الشعاع من المرآة إليك لبطلان القول بالشعاع لوجوه مذكورة في كتب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حلم الطفولة
مراقبة عامة
مراقبة عامة
حلم الطفولة


انثى
عدد الرسائل : 1989
العمر : 24
العمل/الترفيه : طالبة
عارضة طاقة :
قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Left_bar_bleue100 / 100100 / 100قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Right_bar_bleue

رقم العضوية : 9
جنسيتك : بحرينية
المزاج : قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية _60
نقاط الشكر : 4
تاريخ التسجيل : 21/08/2008

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية   قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Icon_minitimeالسبت يناير 02, 2010 5:47 am

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Ri4s-7130c8ce79

القوم ولا في القوة الباصرة أو غيرها من القوى البدنية لوجوه ذكروها ، فهي صور جسمانية موجودة في عالم آخر متوسط بين عالمي الحس والعقل يسمى بعالم المثال وهي قائمة بذاتها معلقة لا في محل ولا في مكان ، لها مظاهر كالمرآة في الصور المرئية المرآتية والخيال في الصور الخيالية .
ووافقهم الصوفية في إثبات هذا العالم وقد مرت الاشارة إليه .
قال القيصري في شرح الفصوص : اعلم أن العالم المثالي هو عالم روحاني من جوهر نوراني شبيه بالجوهر الجسماني في كونه محسوسا مقداريا ، وبالجوهر المجرد العقلي في كونه نورانيا ، وليس بجسم مركب مادي ولا جوهر مجرد عقلي ، لانه برزخ وحد فاصل بينهما ، وكل ما هو برزخ بين الشيئين لابد وأن يكون غيرهما ، بل له جهتان يشبه بكل منهما ما يناسب عالمه .
اللهم إلا أن يفال إنه جسم نوري في غاية ما يمكن من اللطافة ، فيكون حدا فاصلا بين الجواهر المجردة اللطيفة وبين الجواهر الجسمانية الكثيفة ، وإن كان بعض هذه الاجسام ألطف من البعض كالسماوات بالنسبة إلى غيرها - انتهى - .
ومنها رؤية الشئ شيئين كما في الاحول ، وفي من مد طرف عينه ، أوغمض إصبعه في طرف من العين ، م فإنه يرى كل شئ اثنين .
واختلف الآراء في تعليله ولنذكر منها مذهبين : الاول مذهب أصحاب الشعاع ، فإنهم يقولون إنه يخرج من كل عين مخروط شعاعي له سهم ، فان وقع السهمان على موضع واحد من المرئي يرى شيئا واحدا ، وإن اختلف موقعا هما يرى اثنين .
الثانى مذهب أصحاب الانطباع ومدارة على مقدمة ، وهي أن القوة البصرية قائمة بالروح الحيواني المصبوب في العصبتين المجوفتين النابتتين من مقدم الدماغ المتقاطعتين ، عند التقاطع يتحد التجويفان ، وهناك مجمع النور ، فإذا قابل البصر المبصر انطبعت صورته في الجليديتين ولا يكفي ذلك في الابصار ، وإلا لرؤي الشئ الواحد شيئين ، بل يجب أن تتأدى صورة اخرى مثل تلك الصورة إلى مجمع النور فتحصل الابصار .
ثم إن هذا الروح الذي في مجمع النور يؤدي صورة المرئي إلى الحس المشترك ، وهناك يتم كمال الابصار .





[268]


ثم بعد هذه المقدمة نقول : إن لادراك الشئ الواحد اثنين أربعة أسباب : الاول انتقال الآلة المؤدية للشبح الذي في الجليدية إلى ملتقى العصبتين ، فلا يتأدى الشبحان إلى موضع واحد ، بل ينتهي كل إلى جزء آخر من الروح الباصرة لان خطي الشجين لم ينفذا نفوذا من شأنه أن يتقاطعا عند ملتقى العصبتين ، وإذا اختص كل بجزء آخر من الروح الباصرة فكأ نهما شبحان لشيئين ، ولانه يختلف موضع الشبح في الروح الباصرة يرى الاثنين في الاثنين .
الثانى حركة الروح الباصرة التي في الملتقى وتموجها يمينا ويسارا ، حتى يتقدم مركزها المرسوم [ له ] في الطبع إلى جهتي الجليديتين أخذا متموجا مضطربا فيرتسم فيه الشبح قبل تقاطع المخروطين ، فينطبع من الشئ الواحد شبحان ، ويرى كشيئين مفترقين .
وهذا مثل ارتسام شبح الشمس في الماء الساكن الراكد مرة واحدة وفي الماء المتوج متكررا .
الثالث اضطراب روح الباصرة التي في مقدم الدماغ وحركته قد اما إلى صوب ملتقى العصبتين وخلفا إلى الحس المشترك ، فإذا نظر في تلك الحالة إلى المرئي انطبع شبحه في جزء من الروح الحاصل في مذكره الذي له وضع مخصوص بالقياس إلى ذلك المرئي ، فإذا تحرك ذلك الجزء ووقع جزء آخر في موضعه فلا جرم انطبع شبحه في ذلك الجزء أيضا ولم يزل بعد عن الجزء الاول ، فتجتمع هناك صورتان ويرى شيئان .
ولمثل هذا السبب يرى الشئ السريع الحركة إلى جانبين كشيئين ، لانه قبل انمحاء صورته عن الحس المشترك وهو في جانب يراه البصر في جانب آخر ، فتتوا في ( 1 )
-بحار الانوار مجلد: 54 من ص 268 سطر 19 الى ص 276 سطر 18 إدراكانه في الجابنين معا .
ومن هذا القبيل رؤية القطرة النازلة خطا مستقيما ، والشعلة الجوالة دائرة .
ونظير الحركة الدورية لصاحب الدوار ، فانه لسبب من الاسباب الطبية ( 2 ) يتحرك الروح الذي في تجويف مقدم الدماغ على الدور ، فحينئذ إن انطبعت فيه صورة ، تزول بسرعة لتحركه ، كزوال الضوء عن أجزاء الكرة المقابلة


__________________________________________________ ________________
( 1 ) فتتواخى ( خ ) .
( 2 ) الطبيعية ( ظ ) .





[269]


للكوة التي تشرق منها الشمس على الكرة إذا دارت الكرة ، لكن قبل زوالها عن ذلك الجزء تحصل صورة في الجزء الذي حصل مكانه فيظن أن المرئي يدور حول نفسه ، وما ذلك إلا لحركة الرائي .
الرابع اضطراب يعرض للثقبة العنبية ، فان الطبقة العنبية سهلة الحركة إلى هيئة تتسع بها الثقبة تارة وتضيق اخرى ، تارة إلى خارج وتارة إلى داخل ، فإن تحرك إلى خارج يعرض للثقبة اتساع ، وإن تحرك إلى داخل يعرض لها تضيق ، فإن ضاقت يرى الشئ أكبر ، وإن اتسعت يرى أصغر ، فيرى المرئي أولا غير المرئي ثانيا ، خصوصا إذا تمثلت قبل انمحاء الاول فيرى اثنين .
وفي حال ضيق الثقبة يتكائف الروح البصرى والنور الشعاعي ، فيرى أكبر ، كما يرى الشئ في البخار أعظم .
وفي حال السعة يتلطف الروح ويتخلخل ويرق فيرى أصغر .
ومنها انعطاف الشعاع ، وبيان ذلك أن الخطوط الشعاعية التي هي على سطح المخروط تنفذ على الاستقامة إلى طرفي المرئي إذا كان الشفاف المتوسط متشابه الغلظ والرقة فإن فرض هناك تفاوت بأن يكون مما يلي الرائي هواء ومما يلي المرئي ماء أو بخارا ، فإن تلك الخطوط إذا وصلت إلى ذلك الماء مثلا انعطفت ومالت إلى سهم المخروط ، ثم وصلت إلى طرفي المرئي ، ولو انعكس الفرض مالت الخطوط إلى خلاف جانب السهم ، ومن لوازم الانعطاف رؤية الشئ في الماء والبخار أعظم مما يرى في الهواء .
فإن العنبة ترى في الماء كالاجاصة ، والكوكب يرى في الافق أعظم مما يرى في وسط السماء .
وذلك لان الخطوط إذا انعطفت ومالت إلى جانب السهم تكون زاوية رأس المخروط أعظم منها إذا نفذت الخطوط على الاستقامة ، لانه يجب أن تتباعد الخطوط بحيث إذا انعطفت ومالت إلى السهم وصلت إلى طرفي المرئي ، فيكون المرئي بها أعظم من المرئي بالاخرى .
ومنها رؤية الشجر على الشط منتكسا ، وذلك لان الخطوط الشعاعية المنعكسة من سطح الماء إلى الشجر إنما تنعكس إليه على هيئة أوتار الا لة الحدباء المسماة بالفارسية ، " جنك " فإذا كان الشجر على الطرف الآخر من الماء انعكس الشعاع




[270]


إلى رأس الشجر من موضع أقرب من الرائي ، وإلى ما تحت رأسه من موضع أبعد منه وهكذا ، وإذا كان الشجر على طرف الرائي كان الامر في الانعكاس على عكس ماذكر .
ألا ترى أنك إذا سترت سطح الماء من جانبك يسترعنك رأس الشجر في الصورة الاولى وقاعدتها في الصورة الثانية ، فيكون الخط الشعاعي المنعكس إلى رأس الشجر أطول من جميع تلك الخطوط المنعكسة إلى مادونه ، ويكون ماهو أقرب منه أطول مما هو أبعد منه على الترتيب ، حتى يكون أقصرها هو المنعكس إلى قاعدة الشجرة ، وذلك لتساوي زاويتي الشعاع والانعكاس .
ولنفرض خط " اب " عرض النهرو خط " ج ب " الشجر القائم على شطه ، " وه " الحدقة ، ونفرض على " اب " نقطتي " د " و " و " وعلى " ج ب " " ح " و " ط " فإذا خرج من " ه " خط شعاعي إلى " و " وآخر إلى " د " وجب أن ينعكس الاول إلى نقطة " ط " مثلا فتكون الزاوية الشعاعية أعني زاوية " ه وا " كالزاوية الانعكاسية أعني زاوية " ط وب " وأن ينعكس الآخر إلى نقطة " ح " وتتساوى أيضا شعاعية " ه دا " وانعكاسية " ح د ب " .
ثم إن النفس لاتدرك الانعكاس ، لتعودها في رؤية المرئيات بنفوذ الشعاع على الاستقامة ، فتحسب الشعاع المنعكس نافذا في الماء ، ولا نفوذ [ حينئذ ] هناك ، إذ ربما لا يكون الماء عميقا بقدر طول الشجر فيحسب لذلك أن رأس الشجر أكثر نزولا في الماء ، لكون الشعاع المنعكس إليه أطول ، وكذا الحال في باقي الاجزاء على الترتيب فتراه كأنه منتكس تحت سطح الماء .
ومنها الشامة وهي قوة منبثة في زائد تي مقدم الدماغ الشبيهتين بحلمتي الثدي تدرك الروائح بتوسط الهواء المتكيف بكيفية ذي الرائحة .
وقيل : بتبخر أجزاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حلم الطفولة
مراقبة عامة
مراقبة عامة
حلم الطفولة


انثى
عدد الرسائل : 1989
العمر : 24
العمل/الترفيه : طالبة
عارضة طاقة :
قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Left_bar_bleue100 / 100100 / 100قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Right_bar_bleue

رقم العضوية : 9
جنسيتك : بحرينية
المزاج : قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية _60
نقاط الشكر : 4
تاريخ التسجيل : 21/08/2008

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية   قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Icon_minitimeالسبت يناير 02, 2010 5:48 am

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Ri4s-7130c8ce79

لطيفة من ذي الرائحة تختلط بالهواء وتصل معه إلى الخشيوم .
وقيل : بفعل ذي الرائحة في الشامة من غير استحالة في الهواء ولا تبخر وانفصال أجزاء .
ورد الثاني بأن القليل من المسك يشم على طول الازمنة وكثرة الامكنة من غير نقصان في وزنه وحجمه و الثالث بأن المسك قد يذهب به إلى مسافة بعيدة ويحرق ويفنى بالكلية مع أن رائحته تدرك في الهواء الاول أزمنة متطاولة .

ويؤيد ذلك ما حكى أرسطو أن الرخمة ( 1 ) قد انتقلت من مسافة مائتي فرسخ برائحة جيفة من حرب وقع بين اليونانيين ، ودلهم على انتقالها من تلك المسافة عدم كون الرخمة في تلك الارض إلا في نحو من هذا الحد من المسافة .
وقد يقال : لعل المتحلل منه أجزاء صغار جدا تختلط بجميع تلك الاجزاء الهوائية ، والاستبعاد غير كاف في المباحث العلمية .
على أن الشيخ اعترض عليه في الشفاء بقوله " يجوز أن يكون إدراكها للجيف بالباصرة حين هي محلقة في الجو العالي " .
ومنها الذائقة وهي قوة منبثة في العصب المفروش على جرم اللسان ، وهي تالية للامسة ، إذ منفعتها أيضا في الفعل الذي به يتقوم البدن ، وهي تشهية الغذاء واختياره وبالجملة يتمكن به على جذب الملائم ودفع المنافرمن المطعومات ، كما أن اللامسة يتمكن بها على مثل ذلك من الملموسات .
وهى توافق اللامسة في الاحتياج إلى الملامسة وتفارقها في أن نفس ملامسة المطعوم لا يؤدي الطعم كما أن نفس ملامسة الحار تؤدي الحرارة ، بل تفتقر إلى توسط الرطوبة اللعابية المنبعثة عن الآلة التي تسمى الملعبة ويشترط أن تكون هذه الرطوبة خالية عن مثل طعم المطعوم وضده ، بل عن غير ما يؤدي طعم المذوق كما هو إلى الذائقة ، فإن المريض إذا تكيف لعا به بطعم الخلط الغالب عليه لايدرك طعوم الاشياء المأكولة والمشروبة إلا مشوبة بذلك الطعوم ، فإن الممرور إنما يجد طعم العسل مرا .
واختلفوا في أن توسطها إما بأن يخالطها أجزاء لطيفة من ذي الطعم ثم تغوص هذه الرطوبة معها في جرم اللسان إلى الذائقة ، فالمحسوس حينئذ هو كيفية ذي الطعم


__________________________________________________ ________________
( 1 ) الرخمة - بالتحريك - : طائر من الجوارح العظيمة الجثة .





[272]


وتكون الرطوبة واسطة لتسهل وصول جوهر المحسوس الحامل للكيفية إلى الحاسة أو بأن يتكيف نفس الرطوبة بالطعم بسبب المجاورة فتغوص وحدها فيكون المحسوس كيفيتها ، وعلى التقديرين لا واسطة بين الذائقة ومحسوسها حقيقة بخلاف الابصار المحتاج إلى توسط الجسم الشفاف .
ومنها اللامسة وهي منبثة في البدن كله من شأنها إدراك الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة ونحو ذلك ، بأن ينفعل عنها العضو اللامس عند الملامسة بحكم الاستقراء .
قال الشيخ : أول الحواس الذي يصير به الحيوان حيوانا هو اللمس فإنه كما أن للنبات قوة غاذية يجوز أن يفقد سائر القوى دونها كذلك حال اللامسة للحيوان ، لان صلاح مزاجه من الكيفيات الملموسة وفساده باختلالها ، والحس طليعة للنفس فيجب أن يكون الطليعة الاولى هو ما يدل على ما منع به الفساد ويحفظ به الصلاح ، وأن يكون قبل الطلائع التي تدل على امور تتعلق ببعضها منفعة خارجة عن القوام ، ومضرة خارجة عن الفساد .
والذوق وإن كان دالا على الشئ الذي به يستبقى الحياة من المطعومات فقد يجوز أن يبقى الحيوان بدونه لارشاد الحواس الاخر على الغذاء الموافق واجتناب المضار .
وليس شئ منها يعين على أن الهواء محرق أو مجمد .
ولشدة الاحتياج إليه كان بمعونة الاعصاب ساريا في جميع الاعضاء إلا ما يكون عدم الحس أنفع له كالكبد والطحال والكلية ، لئلا تتاذى بما يلا قيها من الحاد اللذاع ، فإن الكبد مولد للصفراء والسوداء ، والطحال والكلية مصبان لما فيه لذع ، وكالرئة فإنها دائمة الحركة فتتألم باصطكاك بعضها ببعض ، وكالعظام فإنها أساس البدن ودعامة الحركات ن فلو أحست لتألمت بالضغط والمزاحمة وبما يرد عليها من المصاكات .
ثم إن الجمهور ذهبوا إلى أن اللامسة قوة واحدة بها يدرك جميع الملموسات كسائر الحواس ، فإن اختلاف المدركات لا يوجب اختلاف الادراكات ليستدل بذلك على تعدد مبادئها .
وذهب كثير من المحققين ومنهم الشيخ إلى أنها قوى متعددة بناء على ما مهدوه في تكثير القوى من أن القوة الواحدة لا يصدر عنها أكثر من واحد




[273]


فقالوا : ههنا ملموسات مختلفة الاجناس متضادة [ الاجناس ] فلابد لها من قوى مدركة مختلفة تحكم بالتضاد بينها ، فأثبتوا لكل ضد ين منها قوة واحدة هي الحاكمة بين الحرارة والبرودة ، والحاكمة بين الرطوبة واليبوسة ، والحاكمة بين الخشونة والملاسة والحاكمة بين اللين والصلابة .
ومنهم من زاد الحاكمة بين الثقل والخفة .
قالوا : ويجوز أن يكون لهذه القوى بأسرها آلة واحدة مشتركة بينها وأن يكون هناك في الآلات انقسام غير محسوس ، فلذا توهم اتحاد القوى .
ويرد عليه أن المدرك بالحس هو المتضاد ان كالحرارة والبرودة دون التضاد فإنه من المعاني المدركة بالعقل أو الوهم ، وإذا جاز إدراك قوة واحدة للضدين فقد صدر عنها اثنان .
فلم لا يجوز أن يصدر عنها ما هو أكثر من ذلك ؟ وأيضا فإن الطعوم والروائح والالوان أجناس مختلفة متضادة مع اتحاد القوى المدركة لها ، وكون التضاد في ما بين الملموسات أكثر وأقوى لا يجدي نفعا .
واما الحواس الباطنة فهي أيضا خمس عندهم بشهادة الاستقراء : الاول الحس المشترك ويسمى باليونانية " بنطاسيا " أي لوح النفس ، وهي قوة مرتبة في مقدم التجويف الاول من التجاويف الثلاثة التي في الدماغ تقبل جميع الصور المنطبعة في الحواس الظاهرة بالتأدي إليها من طريق الحواس ، فهو كحوض ينصب فيه أنهار خمسة .
واستدلوا على وجوده بوجوه : الاول : أنا نشاهد القطرة النازلة خطا مستقيما ، والنقطة الدائرة بسرعة خطا مستديرا ، وليس ارتسامها ( 1 ) في البصر ، إذ لا يرتسم فيه إلا المقابل وهو القطرة والنقطة ، فإذن ارتسامها ( 2 ) إنما يكون في قوة اخرى غير البصر حصل فيها الارتسامات المتتالية بعضها ببعض فيشاهد خطا .
الثانى : أنا نحكم ببعض المحسوسات الظاهرة على بعض ، كالحكم بأن هذا الابيض هو هذا الحلو ، وهذا الاصفر هو هذا الحار ، وكل من الحواس الظاهرة


__________________________________________________ ________________
( 1 و 2 ) ارتسامهما ( خ ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حلم الطفولة
مراقبة عامة
مراقبة عامة
حلم الطفولة


انثى
عدد الرسائل : 1989
العمر : 24
العمل/الترفيه : طالبة
عارضة طاقة :
قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Left_bar_bleue100 / 100100 / 100قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Right_bar_bleue

رقم العضوية : 9
جنسيتك : بحرينية
المزاج : قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية _60
نقاط الشكر : 4
تاريخ التسجيل : 21/08/2008

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية   قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Icon_minitimeالسبت يناير 02, 2010 5:49 am

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Ri4s-7130c8ce79

لا يحضر عندها إلا نوع مدركاتها ، فلا بد من قوة يحضر عندها جميع الانواع ليصح الحكم بينها .
الثالث : أن المبرسم أي من به المرضى المسمى بذات الجنب إذا قوي مرضه وتعطلت حواسه الظاهرة بغلبة المرض يرى أشياء لا تحقق لها في الخارج على سبيل المشاهدة دون التخيل ، فإنه قديرى سباعا وأشخاصا حاضرة عنده ولايراها أحد ممن سلم حواسه وليست هذه الصور مرتسمة في بصره ، إذ لايرتسم فيه إلا ما هو موجود مقابل إياه .
ولما كان إدراكها كإدراك ما يرتسم من الخارج بلا فرق عند المدرك دل ذلك أيضا على أن الابصار إنما هو بالحس المشترك ، ولما كان الابصار بارتسام الصورة في الحس المشترك لم يتميز الحال عند المدرك بين أن يرد عليه الصورة من الخارج كما هو الغالب وبين أن ترد عليه من داخل كما في المبرسم ، فإنه لما اشتغل نفسه بمزاولة المرض بحيث تعطلت حواسه الظاهرة استولت المتخيلة ونقشت في لوح الحس المشترك صورا كانت مخزونة في الخيال ، وصورا ركبتها من الصور المخزونة على طريق انتقاشها فيه من الخارج ، ولما لم يكن لها شعور بانتقاشها فيه من داخل لم يفرق بينها وبين الصور المنتقشة فيه من خارج ، فيحسب الاشياء التي هذه صورها موجودة في الخارج حاضرة عنده كما في الصحة بلا فرق .
اعترض على الاول بأنه يجوز أن يكون اتصال الارتسام في الباصرة بأن يرتسم المقابل الآخرقبل أن يزول المرتسم قبله ، بسرعة لحوق الثاني وقوة ارتسام الاول ، فيكونان معا .
قيل : وهذا مكابرة للقطع بأنه لا ارتسام في البصر عند زوال المقابلة .
وعلى الثانى بأنه لايلزم من عدم كون الارتسام في الباصرة كونه في قوة اخرى جسمانية ، لجواز أن يكون في النفس .
ألاترى أنانحكم بالكلي على الجزئي كحكمنا بأن زيدا إنسان مع القطع بأن مدرك الكلي هو النفس ، ويجوز أن يكون حضور هما عند النفس وحكمها بينهما لارتسامهما في آلتين كما أن الحكم بين الكلي والجزئي تكون لارتسام الكلي في النفس والجزئي في الآلة .





[275]


وعلى الثالث أنه لايلزم من ذلك وجود حس مشترك ، غاية الامر أن لا تكفي الحواس الظاهرة لمشاهدة الصور حالتي الغيبة والحضور بل يكون لكل حس ظاهر حس باطن .
الثانى الخيال وهي قوة مرتبة في مؤخر التجويف الاول من الدماغ بحسب المشهور ، وعند المحققين الروح المصبوب في التجويف الاول آلة للحس المشترك والخيال ، إلا أن المشاهدة اختص بما في مقدمه والتخيل بما في مؤخره .
وهويحفظ جميع صور المحسوسات ويمثلها بعد الغيبة عن الحواس المختصة والحس المشترك وهي خزانة الحس المشترك لبقاء الصور المحسوسة فيها بعد زوالها عنه .
وإنما جعلت خزانة للحس المشترك مع أن مدركات جميع الحواس الظاهرة تختزن فيها ، لان الحواس الظاهرة لا تدرك شيئا بسبب الاختزان بالخيال بل بإحساس جديد من خارج فيفوت معنى الخزانة بالقياس إليها بخلاف الحس المشترك ، فإنا إذا شاهدنا صورة في اليقظة أو النوم ذهلنا عنها ثم شاهدناها مرة اخرى نحكم عليها بأنها هي التي شاهدناها قبل ذلك ، فلو لم تكن الصور محفوظة لم يكن هذا الحكم ، كما لو صارت منسية .
وإنما احتيج إلى الحفظ لئلا يختل نظام العالم ولا يشتبه الضار بالنافع إذا لم يعلم أنه المبصر أولا ، وينفسد المعاملات وغيرها .
والدليل على مغايرتها للحس المشترك وجهان : أحدهما أن قوة القبول غير قوة الحفظ ، فرب قابل النقش كالماء لم يحفظ ، لوجود رطوبة فيه هي شرط سرعة القبول ، وعدم اليبس الذي هو شرط الحفظ .
وثانيهما أن استحضار الصور ، والذهول عنها من غير نسيان ، والنسيان يوجب تغاير القوتين ، ليكون الاستحضار حصول الصورة فيهما ، والذهول حصولها في إحداهما دون الاخرى ، والنسيان زوالها عنهما .
واعترض عليهما بوجوه وأجابوا منها وهي مذكورة في محالها .
واحتج الرازي على إبطال الخيال بأن من طاف في العالم ورأى البلاد والاشخاص الغير المعدودة فلو انطبقت صورها في الروح الدماغي فإما أن يحصل جميع تلك الصور في محل واحد فليزم الاختلاط وعدم التمايز ، وإنما أن يكون لكل صورة




[276]


محل فيلزم ارتسام صورة في غاية العظم في جزء في غاية الصغر .
واجيب بأنه قياس للصور على الاعيان وهو باطل ، فإنه لا استحالة ولا استعباد في توارد الصور على محل واحد مع تمايزها ، ولا في ارتسام صورة العظيم في المحل الصغير ، وإنما ذلك في الاعيان الحالة في محالها ، حلول العرض في الموضوع ، أو الجسم في المكان .
الثالث الوهم وهي القوة المدركة للمعاني الجزئية الموجودة في المحسوسات كالعداوة المعينة من زيد ، وقيد بذلك لان مدرك العداوة الكلية هو النفس .
والمراد بالمعاني مالا يدرك بالحواس الظاهرة ، فيقابل الصور أعني ما يدرك بها .
فإدراك تلك المعاني دليل على وجود قوة بها إدراكها ، وكونها مما لم يتأد من الحواس دليل على مغايرتها للحس المشترك ، وكونها جزئية دليل على مغايرتها للنفس الناطقة بناء على أنها لا تدرك الجزئيات بالذات .
هذا مع وجودها في الحيوانات العجم كإدراك الشاة معنى في الذئب .
بقي الكلام في أن القوة الواحدة لما جاز أن تكون آلة لادراك أنواع المحسوسات لم لا يجوز أن تكون آلة لادراك معانيها أيضا ؟ وأما إثبات ذلك بأنهم جعلوا من أحكام الوهم ما إذا رأينا شيئا أصفر فحكمنا بأنه عسل وحلو فيكون الوهم مدركا للحلاوة والصفرة العسل جميعا ليصح الحكم وبأن مدرك عداوة الشخص مدرك له ضرورة .
فضعيف لان الحاكم حقيقة هو النفس فيكون المجموع من الصور والمعاني حاضرا عندها بواسطة الآلات كل منها بآلتها الخاصة ، ولا يلزم كون محل الصور المعاني قوة واحدة .
لكن يشكل بأن مثل هذا
-بحار الانوار مجلد: 54 من ص 276 سطر 19 الى ص 284 سطر 18 الحكم قد يكون للحيوانات العجم التي لا يعلم وجود النفس الناطقة لها .
كذا ذكره في شرح المقاصد .
وقد يستدل على وجودها بأن في الانسان شيئا ينازع عقله في قضاياه ، كما يخاف الانفراد بميت يقتضي عقله الامن منه ، وربما يغلب التخويف على التأمين .
فهو قوة باطنية غير عقله .
وقيل : محل هذه القوة التجويف الاوسط من الدماغ وآلتها الدماغ كله ، لانها الرئيس المطلق في الحيوان ، ومستخدمة سائر القوى




[277]


الحيوانية التي مصدر أكثر أفاعيلها الروح الدماغي ، فيكون كل الدماغ آلة .
لكن الاخص بها التجويف الاوسط ، لاستخدامها المتخيلة ، ومحلها مؤخر ذلك التجويف ولا يستلزم كون الشئ آلة القوة كونه محلا لها ، ليلزم توارد القوى على محل واحد كما توهم .
الرابع الحافظة وهي للوهم كالخيال للحس المشترك ، ووجه تغايرهما ( 1 ) أن قوة القبول غير قوة الحفظ ، والحافظة للمعاني غير الحافظة للصور .
والكلام فيه كالكلام في ما تقدم .
ويسميها قوم " ذاكرة " إذبها الذكر ، أعني ملاحظة المحفوظ بعد الذهول ، و " متذكرة " إذبها التذكر أي الاحتيال لاستعراض الصور بعدما اندرست .
ومحلها أول التجويف الآخر من الدماغ .
والخامس المتخيلة المركبة للصور المحسوسة الجزئية المتعلقة بها بعضها مع بعض ، والمفصلة بعضها عن بعض .
تركيب الصور بالصورة كما في قولك " صاحب هذا اللون المخصوص له هذا الطعم المخصوص " وتركيب المعنى بالمعنى كما في قولك " ماله هذه العدواة له هذه النفرة " وتركيب الصورة بالمعنى كما في قولك " صاحب هذه الصداقة له هذا اللون " وتفصيل الصورة عن الصورة كما في قولك " هذا اللون ليس هذا الطعم " وقس على هذا .
وقال بعضهم : هي مرتبة في مقدم التجويف الاوسط من الدماغ ، من شأنها تركيب بعض ما في تركيب بعض ما في الخيال أو الحافظة من الصور والمعاني مع بعض وتفصيل بعضها عن بعض ، فتجمع أجزاء أنواع مختلفة ، كجعلها حيوانا من رأس إنسان وعنق جمل وظهر نمر ، ويفرق أجزاء نوع واحد كإنسان بلا رأس ، ولا يسكن عن فعلها دائما لا نوما ولا يقظة ، وهي المحاكية للمدركات والهيئات المزاجية ، وتنتقل إلى الضد والشبيه ، فما في القوى الباطنة أشد شيطنة منها ، ليس من شأنها أن يكون عملها منتظما ، بل النفس هي التي تستعملها على أي نظام أرادت ، فتسمى عند استعمال النفس إياها بواسطة الوهم بالمتخيلة ، وعند استعمالها إياها بواسطة القوة


__________________________________________________ ________________
( 1 ) تغايرها ( خ ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حلم الطفولة
مراقبة عامة
مراقبة عامة
حلم الطفولة


انثى
عدد الرسائل : 1989
العمر : 24
العمل/الترفيه : طالبة
عارضة طاقة :
قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Left_bar_bleue100 / 100100 / 100قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Right_bar_bleue

رقم العضوية : 9
جنسيتك : بحرينية
المزاج : قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية _60
نقاط الشكر : 4
تاريخ التسجيل : 21/08/2008

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية   قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Icon_minitimeالسبت يناير 02, 2010 5:50 am

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Ri4s-7130c8ce79

العقلية بالمفكرة ، بها تستنبط العلوم والصناعات ، وتقتض الحدود الوسطى باستعراض ما في الحافظة .
خاتمة قال بعض المحققين : قد علم بالتشريح أن الدماغ بطونا ثلاثة ، أعظمها البطن المقدم ، وأصغرها البطن الاوسط ، وهو كمنفذ من البطن المقدم إلى البطن المؤخر .
فآلة الحس المشترك هو الروح المصبوب في مقدم البطن المقدم ، وآلة الخيال هو الروح المصبوب في مؤخره ، ولما كان الوهم سلطان القوى الحسية ومستخدما لسائر القوى الحيوانية كان الدماغ كله آلة له ، وإن كان له اختصاص بآخر التجويف الاوسط .
وآلة المتصرفة مقدم التجويف الاوسط ، وآلة الحافظة مقدم التجويف الاخير .
وأما مؤخر هذا التجويف فلم يودع فيه شئ من هذه القوى ، إذا لا حارس هناك من الحواس الظاهرة ، فلواودع فيه شئ من هذه القوى لكثر فيه المصادمات الموجبة لاختلال القوة .
قال المحقق الشريف : فانظر إلى حكمة البارئ حيث قدم ما يدرك به الصور الجزئية ، ووضع تحته ما يحفظها ، وأخر ما يدرك به المعاني المنتزعة من تلك صور وقرنه بما يحفظها ، وأقعد المتصرف فيهما بينهما فسبحانه جلت قدرته وعظمت حكمته انتهى - .
وهو إشارة إلى ما قيل في تعيين محال تلك القوى بطريق الحكمة والغاية ، من أن الحس المشترك ينبغي أن يكون في مقدم الدماغ ليكون قريبا من الحواس الظاهرة فيكون التأدي إليه سهلا ، والخيال خلفه لان خزانة الشئ ينبغي أن يكون كذلك .
ثم ينبغي أن يكون الوهم بقرب الخيال ليكون الصور الجزئية بحذاء معانيها الجزئية ، والحافظة بعده لانها خزانته ، والمتخيلة في الوسط لتكون قريبة من الصور والمعاني فيمكنها الاخذ منهما ( 1 ) بسهولة .
وأما القوى المحركة فعندهم تنقسم إلى فاعلة وباعثة .
أما الباعثة المسماة


__________________________________________________ ________________
( 1 ) منها ( خ ) .





[279]


بالشوقية فهي القوة التي إذا ارتسمت في الخيال صورة مطلوبة أو مهروبة عنها حملت القوة الفاعلة على تحريك آلات الحركة .
والشوقية ذات شعبتين شهوية ، وغضبية .
لانها إن حملت الفاعلة على تحريك يطلب بها الاشياء المتخيلة التي اعتقد أنها نافعة - سواء كانت ضارة بحسب الواقع أو نافعة - طلبا لحصول اللذة تسمى قوة شهوانية وإن حملت القوة الشوقية القوى المباشرة على تحريك يدفع به الشئ المتخيل - ضارا كان بحسب الواقع أو مفيدا - دفعا على سبيل الغلبة تسمى قوة غضبية .
وأما الفاعلة المباشرة للتحريك فهي التي من شأنها أن تعد العضلات للتحريك .
وكيفية ذلك الاعداد منها أن تبسط العضل بإرخاء الاعصاب إلى خلاف جهة مبدئها لينبسط العضو المتحرك ، أي يزداد طولا وينتقص عرضا ، أو تقبضه بتمديد الاعصاب إلى جهة مبدئها ، لينقبض العضو المتحرك أي يزداد عرضا وينتقص طولا .
ثم اعلم أن للحركات الاختيارية مبادئ مترتبة ، أبعدها القوى المدركة التي هي الخيال أو الوهم في الحيوان ، والعقل بتوسطهما في الانسان وفي الفلك - بزعمهم - وتليها القوة الشوقية ، وهي الرئيسة في القوة المحركة الفاعلة ، كما أن الوهم رئيسة في القوى المدركة .
وبعد الشوقية وقبل الفاعلة قوة اخرى هي مبدأ العزم والاجماع المسماة بالارادة والكراهة ، وهي التي تصمم بعد التردد في الفعل والترك عند وجود ما يترجح به أحد طرفيهما المتساوي نسبتهما إلى القادر عليهما .
ويدل على مغايرة الشوق للادراك تحقق الادراك بدونه ، وعلى مغايرة الشوق للاجماع أنه قد يكون شوق ( 1 ) ولا إرادة .
قيل : إنه لا تغاير بينهما إلا بالشدة والضعف ، فإن الشوق قد يكون ضعيفا ثم يقوى فيصير عزما ، فالعزم كمال الشوق .
وما قيل من أنه قد يحصل كمال الشوق بدون الارادة كما في المحرمات للزاهد المغلوب للشهوة فغير مسلم ، بل الشوق العقلي فيه إلى جانب الترك أقوى من الميل الشهوي إلى خلافه .
ويدل على مغايرة الفاعة لسائر المبادئ كون الانسان المشتاق العازم غير قادر على التحريك ، وكون القادر على ذلك غير مشتاق .



__________________________________________________ ________________
( 1 ) في بعض النسخ " شوقا " والصواب ما في المتن .





[280]


وقال الشيخ المفيد [ قدس الله روحه ] في كتاب " المسائل " : الحس كله مماسة ما تحس به المحسوس واتصال به أو بما يتصل به أو بما ينفصل منه أو بما يتصل بما ينفصل منه ، وذلك كالبصر ، فإن شعاعه لابد من أن يتصل بالمبصر أو بما ينفصل منه أو بما يتصل بما ينفصل منه .
ولو كان يحس به بغير اتصال لما ضر الساتر والحاجز ولما ضرت الظلمة ، ولكان وجود ذلك وعدمه في وقوع العلم سواء .
فإن قال قائل : أفيتصل شعاع البصر بالمشتري وزحل على بعدهما ؟ قيل له : لا ، لكنه يتصل بالشعاع المنفصل منهما ، فيصيران كالشئ الواحد لتجانسهما وتشاكلهما .
وأما الصوت فإنه إذا حدث في أول الهواء الذي يلي الاجسام المصطكة وكذا في ما يليه من الهواء مثله ثم كذلك إلى أن يتولد في الهواء الذي يلي الصماخ فيدركه السامع .
ومما يدل على ذلك أن القصار يضرب الثوب على الحجر ، فترى مماسة الثوب للحجر ويصل الصوت بعد ذلك .
فهذا دال على ما قلناه من أنه يتولد في هواء بعد هواء إلى أن يتولد في الهواء الذي يلي الصماخ .
وأما الرائحة فإنه ينفصل من الجسم ذي الرائحة أجزاء لطاف وتتفرق في الهواء فما صار منه في الخيشوم الذي يقرب من موضع ذي الرائحة أدركه .
وأما الذوق فإنه إدراك ما ينحل من الجسم فيمازج رطوبة اللسان واللهوات ولذلك لا يوجد طعم مالا ينحل منه الشئ كاليواقيت والزجاج ونحوهما .
والطعم والرائحة لا خلاف في أنهما لا يكونان إلا بمماسة .
واللمس في الحقيقة هو طلب الشئ ليشعر به ، وحقيقته الشعور .
وهذه جملة على اعتقادنا وأبي القاسم البلخي وجمهور أهل العدل .
وأبوهاشم الجبائي يخالف في مواضع منها .
وأقول : قال الحكماء [ أيضا ] : للنفس الناطقة قوى تشارك بها الحيوان الاعجم والنبات ، وقوى اخرى أخص يحصل بها الادراك للجزئي ، وهي قوى تشارك بها الحيوان الاعجم دون النبات ، وهي الحواس الخمس الظاهرة والخمس الباطنة ، ولها قوة اخرى من الاوليين لانها تختص بالانسان ، وهي قوة يحصل بها الادراك للكلي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حلم الطفولة
مراقبة عامة
مراقبة عامة
حلم الطفولة


انثى
عدد الرسائل : 1989
العمر : 24
العمل/الترفيه : طالبة
عارضة طاقة :
قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Left_bar_bleue100 / 100100 / 100قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Right_bar_bleue

رقم العضوية : 9
جنسيتك : بحرينية
المزاج : قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية _60
نقاط الشكر : 4
تاريخ التسجيل : 21/08/2008

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية   قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Icon_minitimeالسبت يناير 02, 2010 5:50 am

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Ri4s-7130c8ce79

فأما القوى التي تشارك بها النبات والحيوان الاعجم فاصولها ثلاثة : اثنتان لاجل الشخص ، وهما .
الغاذية ، والنامية ، وواحدة لاجل النوع ، وهي المولدة .
وهذه القوى الثلاثة تسمى نباتية ، لا لاختصاص النبات بها ، بل لانحصار قواه فيها وتسمى طبيعية أيضا .
فأما الغاذية فهي التي تحيل الغذاء إلى مشاكلة المتغذي ، ويتم فعلها بأفعال جزئية ثلاثة أحدها تحصيل جوهر البدل وهي الدم والخلط الذي هو بالقوة القريبة من الفعل ، وبالالزاق وهو أن يلصق ذلك الحاصل بالعضو ويجعله جزءا منه ، وبالتشبيه بالعضو المغتذي حتى في قوامه ولونه .
وقد تخل بكل واحد من هذه الافعال الثلاثة أما الاول فكما في علة تسمى " اطروقيا " وهي عدم الغذاء ، وأما الثاني فكما في الاستسقاء اللحمي ، وأما الثالث فكما في البرص والبهق ، فإن البدل والالصاق موجودان فيهما والتشبه غير موجود .
فهذه الافعال الثلاثة لابد وأن تكون بقوى ثلاث ، لكن القوة الغاذية هي مجموعها أو قوة اخرى هي تستخدم كل واحدة منها .
والقوة التي بصدر منها التشبيه يسمونها " مغيرة ثانية " وهي واحدة بالجنس في الانسان وغيره من المركبات التي لها أجزاء وأعضاء مختلفة بالحقيقة بمنزلة الاعضاء وتختلف بالنوع ، إذ في كل عضو منها قوة تغير الغذاء إلى تشبيه مخالف لتشبيه قوة اخرى .
وأما النامية فهي التي تداخل الغذاء بين أجزاء المغتذي ، فيزيد في الاقطار الثلاثة بنسبة طبيعية ، بأن يزيد في الاعضاء الاصلية أعني ما يتولد عن المني كالعظم والعصب والرباط وغيرها .
وبذلك يظهر الفرق بين النمو والسمن ، فإن السمن إنما هو زيادة في الاعضاء المتولدة من الدم كاللحم والشحم والسمين ، لا في الاعضاء الاصلية .
وبقولنا " بنسبة طبيعية " يخرج الورم ، فإنه ليس على نسبة طبيعية بل خارج عن المجرى الطبيعي .
وأما المولدة فالمراد بها قوتان فوحدتهما اعتبارية كما في الغاذية : إحداهما ما يجعل فضلة الهضم الرابع منيا ، وهذه القوة فعلها في الانثيين ، لان ذلك الدم




[282]


يصير منيا فيها ، وثانيهما ما يهيئ كل جزء من المني من الذكر والانثى في الرحم بعضو مخصوص ، بأن يجعل بعضه مستعدا للعظيمة ، وبعضه مستعدا للعصبية ، وبعضه للرباطية إلى غير ذلك .
وهذه القوة تسمى " المغيرة الاولى " وفعلها إنما يكون حال كون المني في الرحم ، ليصادف ذلك فعل القوة المصورة ، لانها تعد مواد الاعضاء والمصورة تلبسها صورها الخاصة بها .
وإنما احتيج إلى هذه القوى ، أما إلى الغاذية فلان بقاء البدن بدون الغذاء محال ، لان البدن إنما يمكن تكونه من جسم رطب ليكون قابلا للتشكيل والتمديد ولابد من حرارة عاقدة منضجة محللة للفضول يلزمها لا محالة أن تحلل الرطوبة ويعينها على ذلك الهواء الخارجى والحركات البدنية والنفسانية .
فلو لا أن الغذاء يخلف بدل ما يتحلل منه لم يمكن بقاؤه مدة تمام التكون فضلا عما بعد ذلك .
وليس يوجد في الخارج جسم إذا مس جسد الانسان استحال بطبيعته ، فلابد إذن من أن يكون للنفس قوة من شأنها أن تحيل الوارد إلى مشابهة جوهر أعضاء البدن ليخلف بذلك بدل ما يتحلل منه ، وهي القوة الغاذية .
وأما إلى المولدة فلما ثبت من أن الموت ضروري ، وحدوث الانسان بالتولد مما يندر وجوده ، فوجب أن يكون للنفس قوة تفصل من المادة التي تحصلها الغاذية ما بعده مادة لشخص آخر ، ولما كانت المادة المنفصلة أقل من المقدار الواجب لشخص كامل جعلت النفس ذات قوة تضيف من المادة التي تحصلها الغاذية شيئا فشيئا إلى المادة المفصولة ، فيزيد بها مقدارها في الاقطار على تناسب طبيعي يليق بأشخاص ذلك النوع إلى أن يتم الشخص .
وتخدم الغاذية قوى أربع ، هي : الجاذبة ، والماسكة ، والهاضمة ، والدافعة .
أما الاحتياج إلى الجاذبة فظاهر ، لان الغذاء لا يمكن أن يصل بنفسه إلى جميع الاعضاء ، لانه لا يخلو إما أن يكون ثقيلا فلا يصل إلى الاعضاء العالية ، وإما أن يكون خفيفا فلا يصل إلى الاعضاء السافلة ووجودها في بعض الاعضاء معلوم بالحس فإن المنتكس إذا اشتدت حاجته إلى الغذاء يجده ينجذب من فمه إلى المعدة من غير




[283]


إرادته ، بل مع إرادة إمساكه في فمه .
وأيضا إن الحلو يخرج بالقئ بعد غيره وإن تناوله أولا ، وما ذلك إلا بجذب المعدة اللذيذة إلى قعرها .
وأيضا الرحم إذا كانت خالية عن الفضول بعيدة العهد من الجماع يحس الانسان وقت الجماع أن إحليله ينجذب إلى الداخل .
وأما إلى الماسكة فلان الغذاء لابد فيه من الاستحالة حتى يصير شبيها بجوهر المغتذي ، والاستحالة حركة ، وكل حركة في زمان ، فلابد من زمان في مثله يستحيل الغذاء إلى جوهر المغتذي .
ولان الخلط جسم رطب سيال استحال أن يقف بنفسه زمانا ، فلابد من قاسر يقسره على الوقوف ، وذلك القاسر هو الماسكة .
ووجودها في بعض الاعضاء معلوم بالحس ، فإن أرباب التشريح قالوا : إذا شرحنا الحيوان حال ما تناول الغذاء وجدنا معدته محتوية على الغذاء بحيث لا يمكن أن يسيل من ذلك الغذاء شئ .
وأيضا قالوا : إذا شققنا بطن الحامل من تحت السرة وجدنا رحمها منضمة انضماما شديدا بحيث لا يسع أن يدخل فيها طرف الميل .
وأيضا فإن المني إذا استقر في الرحم لا ينزل عنها مع ثقله .
وأما إلى الهاضمة فلان إحالة القوة المغيرة إنما يكون لما هو متقارب الاستعداد للصورة العضوية ، وإنما يكون ذلك بعد فعل القوة التي تجعله متقارب الاستعداد ، وتلك هي القوة الهاضمة .
ومراتب الهضم أربع : أولها في المعدة ، فإن الغذاء يصير فيها كيلوسا أي جوهرا شبيها بماء الكشك الثخين إما بمخالطة المشروب وذلك في أكثر الحيوانات وإما بلا مخالطة المشروب كما في جوارح الصيد .
وابتداء ذلك الهضم في الفم ، ولهذا كانت الحنطة الممضوغة تفعل في إنضاج الدماميل مالا تفعله المطبوخة ولا المدقوقة المخلوط باللعاب .
وثانيها في الكبد ، فإن الكيلوس إذا تم انهضامه في المعدة انجذبت لطائفة بالعروق المسماة بالماساريقا إلى الكبد ، وتداخلت في العروق المتصغرة المتضائلة المنتشرة في جميع أجزاء الكبد بحيث يلاقي الكبد بكلية الكيلوس ، فينهضم هناك انهضاما ثانيا ، وتتخلع صورته النوعية الغذائية ويستحيل إلى الاخلاط ويسمى




[284]


كيموسا ، وابتداء هذا الهضم في الماساريقا .
وثالثها في العروق ، وابتداؤه من حين صعود الخلط في العرق العظيم الطالع من حدبة الكبد .
ورابعها في الاعضاء وابتداؤه من حين ما ترشح الدم من فوهات العروق .
وأما إلى الدافعة فلانه ليس غذاء يصير بتمامه جزءا من المغتذي ، بل يفضل منه ما يضيق المكان ، ويمنع ما يرد من الغذاء عن الوصول إلى الاعضاء ، ويوجب ثقل البدن ، بل يفسد ويفسد ، فلابد من قوة تدفع تلك الفضلات .
ووجودها ظاهر عند الحس في حال التبرز والقئ وإراقة البول .
وقد تتضاعف هذه القوى لبعض الاعضاء كما للمعدة ، فإن فيها الجاذبة والماسكة والهاضمة والدافعه بالنسبة إلى غذاء جميع البدن ، وفيها أيضا هذه القوى بالنسبة إلى ما تغتدي ( 1 ) به خاصة .
ثم اعلم أن الحكماء عدوا من القوى المولدة القوة المصورة ، وأنكرها جماعة منهم المحقق الطوسي - قدس سره - والفخر الرازي والغزالي وغيرهم .
قال في المقاصد : المولدة هي قوة شأنها تحصيل البزر ( 1 ) ، وتفصيله إلى أجزاء مختلفة وهيئات مناسبة ، وذلك بأن يفرز جزءا من الغذاء بعد الهضم التام ليصير مبدءا لشخص آخر من نوع المغتذي أو جنسه .
ثم يفصل ما فيه من الكيفيات المزاجيه ، فيمزجها تمزيجات بحسب عضو عضو ، ثم يفيده بعد الاستحالات ، الصور والقوى والاعراض الحاصلة للنوع الذي انفصل عنه البزر أو لجنسه كما في البغل .
والمحققون على أن هذه الافعال مستندة إلى قوى ثلاث بينوا حالها على ما عرفت في الانسان وكثير من
-بحار الانوار مجلد: 54 من ص 284 سطر 19 الى ص 292 سطر 18 الحيوانات : الاولى التي تجذب الدم إلى الانثيين وتتصرف فيه إلى أن يصير منيا ، وهي لا تفارق الانثيين وتخص باسم المحصلة .



__________________________________________________ ________________
( 1 ) في اكثر النسخ " تقتضى " وهو تصحيف .
( 2 ) البرز بالباء المكسورة والزاى المعجمة الساكنة ثم الراء المهملة : ما يبذر من الحبوب .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حلم الطفولة
مراقبة عامة
مراقبة عامة
حلم الطفولة


انثى
عدد الرسائل : 1989
العمر : 24
العمل/الترفيه : طالبة
عارضة طاقة :
قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Left_bar_bleue100 / 100100 / 100قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Right_bar_bleue

رقم العضوية : 9
جنسيتك : بحرينية
المزاج : قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية _60
نقاط الشكر : 4
تاريخ التسجيل : 21/08/2008

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Empty
مُساهمةموضوع: رد: قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية   قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Icon_minitimeالسبت يناير 02, 2010 5:52 am

قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية Ri4s-7130c8ce79

والثانية التي تتصرف في المني فتفصل كيفياتها المزاجية وتمزجها تمزيجات بحسب عضو عضو ، فتعين للعصب مثلا مزاجا خاصا ، للشريان مزاجا خاصا وللعظم مزاجا خاصا ، وبالجملة تعد مواد الاعضاء ، وتخص هذه باسم المفصلة والمغيرة الاولى ، تمييزا عن المغيرة التي هي من جملة الغاذية .
والثالثة التي تفيد تمييز الاجزاء وتشكيلها على مقاديرها وأوضاع بعضها عن بعض وكيفياتها ، وبالجملة تلبس كل عضو صورته الخاصة به يستكمل وجود الاعضاء وهذه تخص باسم المصورة ، وفعلها إنما يكون في الرحم - انتهى - .
وقال المحقق الطوسي - قدس سره - : والمصورة عندي باطلة ، لا ستحالة صدور هذه الافعال المحكمة المركبة عن قوة بسيطة ليس لها شعور أصلا - انتهى - .
والغزالي بالع في ذلك حتى أبطل القوى مطلقا ، وادعى أن الافعال المنسوبة إلى القوى صادرة عن ملائكة موكلة بهذه الافعال تفعلها بالشعور والاختيار ، كما هو ظاهر النصوص الواردة في هذا الباب .
وقال الشارح القوشجي بعد إيراد الكلام المتقدم : يرد عليه أنا لا نسلم أن المصورة قوة واحدة بسيطة ، لم لا يجوز أن تكون وحدتها بالجنس ؟ كما أن المغيرة واحدة بالجنس مختلفة بالنوع .
ولو سلم فلم لايجوز أن يكون صدور هذه الافعال عنها بحسب استعداد المادة ؟ فإن المني إنما يحصل من فضلة الهضم الرابع في الاعضاء ، ففضلة هضم كل عضو إنما تستعد لصورة ذلك العضو .
لكن الانصاف أن تلك الافعال المتقنة المحكمة على النظام من الصور العجيبة والاشكال الغريبة والنقوش المؤتلفة والالوان المختلفة وما روعي فيها من حكم ومصالح لقد تحيرت فيها الاوهام ، وعجزت عن إدراكها العقول والافهام ، قد بلغ المدون منها - كما علم في علم التشريح ومنافع خلقة الناس - خمسة آلاف ، مع أن مالم يعلم منها أكثر مما قد علم ، كما لا يخفى على ذي حدس كامل .
كما لايكاد يذعن العقل بصدورها عن القوة التي سموها " مصورة " وإن فرضنا كونها مركبة والمواد




[286]


مختلفة ، بل يحكم بأن أمثال تلك الامور لايمكن أن تصدر إلا عن حكيم عليم خبير قدير .
ثم أطال الكلام في الاعتراض على دلائلهم في إثبات تلك القوى وتعددها تركناها مخالفة الاطناب والاسهاب .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قوى النفس ومشاعرها من الحواس الظاهرة والباطنة وسائر القوى البدنية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات روع ـــــــة الـ غ ـــلا :: المنتديات العامة :: .: المنتدى الإســــلامـــي :.-
انتقل الى: