رغم أن الحلقة الأولى في أي عمل درامي تبدأ بالتعريف بالشخصيات والانطلاق بالقصة وحبكة العمل، إلا أن مسلسل باب الحارة في جزئه الرابع تخلى عن هذه الفرضية وتابع فعلا المشهد الأخير من الجزء الثالث الذي تضمن مواجهة عسكرية بين رجال الحارة والجنود الفرنسيين.
ففي الحلقة الأولى من "باب الحارة 4" السوري الشهير، على شاشة "إم بي سي"برزت أفكار جديدة للمرة الأولى تظهر في العمل وهي "شخصية النمس" و"كشف النساء للوجوه أمام الرجال".
بدأت الحلقة بسحب الجنود القتلى من الفرنسيين، ومن ثم حصار الحارة، وقطع الكهرباء عنها، وتشييع أبناء الحارة ومنهم ابراهيم و مسلّم الذين قتلوا في المواجهة قرب قبر"الإدعشري" (الشخصية التي أداها بسام كوسا) والذي عاد ذكره في هذا الجزء، وذلك لأن الحصار حال دون خروج موكب المشيعين إلى المقبرة.
يبدو أن العمل، كما تشير الحلقة الأولى، سيكون غنيا بـ"الأكشن" وذلك من خلال تصوير دخول مدرعات عسكرية مقاتلة التي كانت في أول وصولها إلى سوريا.
ويدخل كاتب العمل جوانب جديدة بالتزامن من التطور الزمني للحدث حيث يتحدث عن دخول الفرنسيين إلى إحدى الحارات واعتقال أعضاء الكتلة الوطنية وهي الكتلة السياسية الشهيرة التي كانت تنشط في سوريا ضد الفرنسيين في فترة الاستعمار إلى جانب "حزب الشعب".
اجتماعيا، كان لافتا قيام "أبو حاتم" بالسماح لابنته بالكشف عن وجهها خلال معالجة المرضى والجرحى إلى جانب الطبيب، وهذه دلالة بارزة وضرورية على أن عقول "زعامة" الحارة ليست منغلقة ولا تقف أمام عمل المرأة وحريتها.
ومن الشخصيات الجديدة التي ظهرت في الحلقة الأولى شخصية "النمس" للمثل مصطفى الخاني الذي سبق له أن لعب دورا مشابها في مسلسل "الزير سالم" عندما أدى شخصية "جحدر" وهي شصخية تنطوي على الخبث والفتنة والتلصص على أسرار وبيوت الأخرين.
وخلال مشهد جلوس "النمس" مع عكيد حارة أبو النار (العكيد ابو النار)، حاول النمس السخرية من عكيد باب الحارة ابو شهاب، ونعت خروجه من الحارة خلال المواجهة مع الفرنسيين بأنه "هروب" ساخرا من عبارته "شكلين ما بحكي" وقال "إنشاء الله عمرو ما يحكي". إلا أن "أبو النار" أوقفه تدخل وأنب النمس على موقفه هذا قائلا له بأنه في حياته "لن يتغير"، وذلك في دلالة إلى أن الخلاف الشخصي بين أبو النار وأبو شهاب لم يصل إلى حد الخلاف في القضايا الوطنية.