هل ينتابك أحياناً نوبات من الجوع يصعب السيطرة عليها؟ وكلما حاولت المقاومة كلما أصبحت أقوى؟
قبل أن تستسلمي لقوته في المطبخ، اجلسي وفكري للحظات. هل هو جسدك الذي يطلب الطعام لأنك جائعة ونسيت تناول أحد الوجبات؟ أم أنها مجرد رغبة تراودك وتُلحّ عليك لتناول الطعام؟
في الحقيقة والواقع، عادة ما يرتبط الجوع بعاملين أساسيين:
• عامل فيزيولوجي ويعني في هذه الحالة أنك فعلا بحاجة لتناول الطعام.
• عامل نفسي وعندها لا يتوجب عليك تناول الطعام الأمر الذي يضيف وحدات حرارية أنت في غنى عنها.
تأكدي من أنك تقومين بالعادات السليمة التي قد تساعدك على تجنب الإحساس بالجوع طوال الوقت:
- هل كنت تتجنبين تناول الفطور؟ عليك التفكير ملياً قبل القيام هذا الأمر. إذ إن الفطور يمدك بمخزون من الطاقة على مدار اليوم. عدم تناولك الفطور سيشعرك بجوع زائد إلى حين وصول وجبة الغداء وبالتالي فأنت ستأكلين كمية كبيرة من الطعام عند تلك الوجبة.
- تشعرين بالوحدة أو الضغط النفسي؟ تكلمي على الهاتف مع صديقة، أو طالعي كتاب، أو تمشي قليلاً أو قومي بأعمال المنزل، قبل أن تتناولي الأطعمة التي تبحثين من خلال مذاقها على راحتك النفسية، في حين أنك لست فعلاً جائعة.
- هل أنت فعلاً تشعرين بالجوع؟ جربي تناول وجبة خفيفة منخفضة السعرات الحرارية والدهون: تناولي الخيار، أو قليلا من الجزر مع الحمص بالطحينة أو اللبنة القليلة الدسم، أو الفوشار المحضر بدون إضافة الزبدة، أو تفاحة أو موزة أو حتى بعض من حبات اللوز، جميع هذه الاختيارات قد تمدك ببعض الطاقة وتقلل من كمية الطعام التي قد تتناولينها عند الوجبة الرئيسية.
- هل تحبين تناول الأطعمة المالحة؟ حاولي التقليل من كمية الملح في طعامك إذ إن الإفراط في تناول الأطعمة المملحة قد يعطيك شعورا مختلطا بين الجوع والشبع. وهذا قد يؤدي بك إلى تناول مشروب مليء بالسكر وغني بالوحدات الحرارية التي قد تضيف إلى مجموع تلك التي تتناولينها خلال اليوم.
- تأكدي من أنك لا تشعرين بالعطش! هل تعلمين بأنك عندما تشعرين بالجوع قد تكوني فعلاً عطشانة! لذا قومي بشرب الماء وهذا قد يزيل شعورك بالجوع.
إليك بعض الإرشادات التي قد تساعدك على الشعور بالشبع لفترة أطول:
- احرصي على تناول الأطعمة الغنية بالألياف: مثل الخبز بالحبوب الكاملة، الأرز الأسمر، الخضروات، الفواكه والبقوليات... هذه الأطعمة تساعدك على الشعور بالامتلاء أسرع ولمدة أطول، أضيفي الى ذلك قدرتها على تخفيف شعورك بالجوع بين الوجبات.
- لا تدعي المعكرونة تغلي لوقت طويل إذ أنه كلما زادت مدة طهو المعكرونة كلما زادت سرعة هضمها وامتصاصها، و بالتالي فإنك ستشعرين مجدداً بالجوع بعد فترة قصيرة.
- تناولي البروتين في وجباتك: لقد أثبتت الدراسات أن تناول كمية كافية من البروتين كجزء من وجبتك قد يخفف من شعورك بالجوع. تشتمل المصادر المهمة للبروتينات الأسماك، الدجاج المنزوع عنه الجلد، البقوليات، البذور والمكسرات، واللحوم الخالية من الدهون.
- تأكدي أنك تتناولين وجبة متوازنة: أي تحتوي على أطعمة من مختلف المجموعات الغذائية كالألبان القليلة الدسم، الفواكه، الخضار، الحبوب الكاملة ومصدر بروتين، فأنت بهذه الطريقة لن تشعري بالجوع بعد فترة وجيزة من تناول وجبتك.
- حاولي أن تتناولي وجباتك في أوقات محددة، فأنت بهذه الطريقة تساعدين جسمك على برمجة نفسه ليرسل إشارات الجوع بنفس هذه الأوقات بدلا من أن تفسدي نظام الشبع والجوع لديك، لأن هذا ما يحصل نتيجة تناول الوجبات في أوقات مختلفة كل يوم.
خير معلومة:هل تعلمين بأنك إذا قمت بمضغ طعامك جيدا فأنت ستقللين من الإفراط في تناول الطعام؟ كلما تأنيت بمضغ الطعام كلما زاد إحساسك بالشبع مع كمية طعام أقل مقارنة مع تناولك الطعام بسرعة. و يعود السبب لأن الدماغ يبدأ بإرسال إشارة الشبع بعد عشرين دقيقة من البدء بتناول الوجبة. يمكنك تشارك الأحاديث مع من حولك على المائدة، فيمضي الوقت بطريقة أسهل وأكثر متعة.
وأخيراً، السيطرة على جوعك هي بمتناول يدك. أنت وحدك فقط لديك الخيار في إما الاستسلام لرغبتك بتناول الطعام وإشباع هذه الرغبة عند أية فرصة على أنها حاجة. أو أن تتعلمي التمييز بين أسباب جوعك وتتعاملي معها بطريقة تجعلك تنعمين بغذاء سليم ينعكس بوضوح على صحتك مدى الحياة.