دريد لحام: أنا ديكتاتور في الفن

2009-02-18 - من «غوار» البسيط الغارق في محليته إلى «أبو الهنا» الذي يجسد صورة المواطن العربي في أحلامه وإخفاقاته تمر رحلة الممثل السوري دريد لحام، وإذا كان قد جسد في فيلم «الحدود»، ضياع المواطن تحت سطوة السلطة، فقد عبر أيضا بنزعته الانسانية عن قدرة الفنان العربي على تجاوز حدوده، ليكون نموذجاً لجوهر معاناته.
في حواره، رفض لحام وصف الممثل بالكوميدي، معتبرا أن الممثل هو من يتمكن من تشخيص الدور مهما كانت طبيعته،كما تحدث عن حلمه بمشاركة عادل إمام في فيلم سينمائي مؤكدا أن الفكرة مازالت قائمة إلا أنها مؤجلة، اضافة إلى ارائه في كثير من مشكلات السينما وقضاياها الراهنة.
{كيف ترى أحوال السينما العربية حالياً؟
-السينما العربية كصناعة ليست موجودة إلا في مصر فقط، وبقية الدول العربية تصنع كل منها فيلماً واحداً أو اثنين في العام.. وكأن مفهوم السينما العربية اختصر في التجربة المصرية، أما عن نوعية الإنتاج فهي تختلف وتتعدد بين (سياسية، اجتماعية، كوميدية، أكشن، ... ) وهذا شيء طبيعي؛ فالدول العريقة في السينما مثل أميركا ربما تصنع 100 فيلم، منها 20 فيلماً جيداً و30 في المستوى المتوسط مقابل 50 فيلما رديئاً، لكن هناك مشكلة في الانتاج السينمائي الذي بدأ يقل، وذلك لأن السينما صارت كالتلفزيون لها مواسم، فكما أن شركات الإنتاج التلفزيوني أصبحت تتسابق على العرض في شهر رمضان، كذلك فعلت السينما فصارت عروضها موسمية، الصيف، الأعياد .. وهكذا.
{باعتبارك نجما كوميديا، من أهم نجوم الكوميديا في رأيكً؟
-أولا أنا لا أحب فرز الممثلين بين كوميدي وتراجيدي، المسألة تخضع لقدرة النص على خلق الموقف، كوميديا كان أو تراجيديا أو خلاف ذلك، فمثلاً لا نستطيع أن نقول عن عادل إمام إنه ممثل كوميدي؛ فهو ممثل متنوع يقوم بكل الأدوار.
{لكن عادل إمام معظم أعماله كوميدية ومعروف كممثل كوميدي؟
-لا.. ففي فيلم «عمارة يعقوبيان» لا تستطيع أن تصنفه على أنه كوميدي، عادل إمام ممثل، والدراما التي يُقدمها النص هي التي تجعل هذا الموقف كوميدياً أو غير كوميدي. ربما يعود سبب هذه التسمية إلى أن الجيل الجديد في السينما المصرية (محمد سعد، محمد هنيدي، هاني رمزي، أحمد حلمي) هو الذي فرض هذا التصنيف مع أنه كان موجوداً في الماضي واختفى لفترة ثم عاد للظهور مرة أخرى؛ فعندما نذكر مثلاً في التاريخ السينمائي إسماعيل ياسين نجده حقاً ممثلا كوميديا يتميز بمواصفات خاصة جسمانية أو إلقائية أو أدائية، لقد ارتبط هذا النوع من الكوميديا بالمواصفات الشكلية أكثر من أي شيء آخر.
{لماذا تكتب معظم أفلامك وتقوم أحيانا بإخراجها؟
-في رأيي أفضّل أن يكون للعمل وجهة نظر واحدة.
{ألا يُعد هذا نوعاً من الديكتاتورية في الفن؟
-لا يوجد شيء ينجح من دون وجود ديكتاتورية في قيادته.. فلا يمكن أن تترك السفينة في قرار توجيهها إلى تصويت بين الركاب.
{هل تعد إعادتك لشخصية «غوّار الطوشي» استثماراً لنجاحها؟
-شخصية «غوّار» شخصية خاصة لا تستطيع أن تكون مُعبرّة عن هم عام، فهذا غير ممكن، لذا ذهبت في اتجاه شخصية أخرى عندما تعرضت للهم العام سميتها «أبو الهناء»، وهو إنسان عربي يحلم أحلاماً صغيرة جداً، ومع ذلك تأتي الحروب لتغتال هذه الأحلام أو تحبطها؛ هذه الشخصية أنا أحبها كثيراً لصمودها وقوتها في اتجاه الأزمات، وهي تمثل المواطن العربي. «أبو الهناء» هو أي إنسان يسير على أي رصيف في مدينة عربية.
{وما رأيك بجيل الشبان من الممثلين؟
-الفن أولاً هو المتعة وهذه هي رسالته، لكن المتعة النظيفة، الراقية، فإذا استطاع الفنان من خلال هذه المتعة أن يوحي بفكرة فهذا جيد، لكن أحياناً بعض صُناع الثقافة أو صُناع السينما يستسهلون هذا الموضوع ويحاولون زرع ابتسامة بأساليب غير مشروعة ومتدنية المستوى قد تبلغ حد التهريج.
{لماذا لم تفكر في إنتاج مشترك مصري - سوري؟
-المسألة لها علاقة بالسيناريو، فإذا كان السيناريو يفترض هذه المشاركة فلم لا، أما إذا كان التعاون هو فقط لتجميع أسماء لامعة فلن يصبح عملاً فنياً ولكنه سيصبح كحفلات أضواء المدينة.
{هل تسبب صعود الدراما السورية في الفترة الأخيرة بسحب البساط من الدراما المصرية؟
-أنا أشعر بأن هناك لوحة فن عربي؛ هذه اللوحة لا تكتمل إلا بوجود كل الألوان، لا لون يلغي الآخر، وبالتالي فجميع أنواع الدراما تتكامل ولا يستطيع أن يلغي أحدها الآخر.

ممثل بالفعل رائع و متميز

مشكورة شذا الروح على الخبر

العفو

نورتي