ريما كانت مجهزة لسارة هدية...
كانت عبارة عن علبة مرة فخمة لونها احمر وفيها ورود مجففة حمراء...حطت اوراق حمراء مكتوب فيها ..(أحبك في الله)
ورسالة مكتوب فيها:
إلى الغالية:ســــــــارة
كم إني احبك وأخاف عليك من النار...
ألا تعلمين من يسمع الأغاني يصب في إذنيه يوم القيامة صديد مذاب...
ألا تعلمين من يلبس قصير يكون مما قاله الرسول"صنفان من أهل النار لم أرهما" وذكر منهما "نساء كاسيات عاريات "وفي آخر الحديث" لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها"
كيف أن تمنعين نفسك أن تدخلين الجنة .....
بل كيف أن تمنعين نفسك أن تشمين ريحها...
من اجل تنورة قصيرة تلبسينها وتتمتعين فيها لمدة ثوان فقط...وتتحسرين منها إلى أمد لا يعلمه إلا الله...
قد أطيل عليك..لكني سوف أدعو لك ما دام فيني عرق ينبض...وأتمنى أن تكوني داعية يوم من الأيام تأمرين بالمعروف وتنهين عن المنكر....
والســـــلام خير ختـــــام
*محبتك في الله*
ريمـــــــــــــــــــــا
حطتها في العلبة وجابت شريط"وغارت الحور"
لـ "عبد المحسن الأحمد "وغلفته بتغليفه حمراء..
صراحة كانت الهدية مررة فخمة و رووعة....
ريما كانت تبي تعطي سارة الهدية من دون شذى...طبعا كانت شذى مع سارة....
ريما: سارة تعالي شوي....
سارة :ياللا الحين أبجي.....
شذى: وش تبين من هذه المعقدة...
سارة:حرام عليك ريما مب معقدة..أبروح لها...
سارة راحت عند ريما...
ريما: هذه هدية مني وأتمنى انك تقبلينها...
سارة وهي متفاجئة: ليش تعبت على نفسك...
ريما:لا تعبك راحة...بس أتمنى انك تقبلين اللي داخل الهدية بصدر رحب...
سارة: إن شاء الله ..والله إني مقصرة معك بس اعذريني...
ريما:يمكن هذا اللقاء يكون آخر لقاء بيننا...
وان شاء الله هذه الهدية تكون ذكرى بيننا...
سارة وهي مبتسمة: إن شاء الله...
شذى: سارة ياللا تعالي لا تجلسين مع المعقدين مثل بعض الناس.. وتناظر ريما...
ريما كانت متعودة على كلام شذى علشان كذا سفهتها...
سارة تضايقت من كلام شذى بس كانت ساكتة...
خلصت الثانوية وجاءت الجامعة ريما دخلت قسم شريعة في جامعة الإمام...
وسارة كانت تتمنى تدخل قسم فنية...
بس ما قبلوها عشان نسبتها كانت واطية...
كانت طول الوقت بغرفتها تصيح...
"رن جوالها"
قامت سارة بتثاقل وردت على جوالها...
سارة:الو
شذى: هلا وغلا بهذا الصوت...
سارة: هلا فيك...
شذى: سارونة..وش في صوتك متغير
سارة:شذى أنا مرة تعبانه...
شذى:عسى ما شر وش فيك...
سارة:ما قبلوني في الجامعة.... تحطم حلمي يا
شــــــذى...
شذى:حتى أنا مثلك ما قبلوني.... بس خلينا نوسع صدرنا بالدش...مليان قنوات..وكل قناة أحلى من
الثانيــــــــــــــــة...
سارة: يا ليت يا شذى علشان أنسى حلمي...
"مرت 3سنوات"
وصار حال سارة من مسلسل إلى مسلسل.... ومن أغنية إلى أغنية.... ومن فيلم إلى فيلم....
سارة حست بملل وضيقة صدر...مع إن كل شيء عندها.. بس ما حست بطعم السعادة....
ملت من شذى كلما كلمتها قالت لها عن اسم فيلم.. مسلسل.. أغنية.. ما صارت تطيقها...
تذكرت ريما كان ودها إنها تكلمها..ودها تسمع نصايحها...راحت تدور رقمها...
واخيــــــــرا لقت الرقم... حست بالفرحة يوم لقته...كانت متشوقة مررة تسمع صوتها...
"اتصلت عليها"
سارة: السلام عليكم..
أم ريما: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
سارة: موجودة ريما..
أم ريما وهي مستغربة: حبيبتي ما احد قال لك وش صار لها...
سارة وقلبها يدق: لا يا خالتي الله يعافيك قولي لي بسررعة...
أم ريما: أبقولك قصتها ...كان في شهر رمضان وبالتحديد ليلة 27 كانت ريما طول الليل تصلي صلاة القيام>>ما قدرت تكمل من كثر صياحها
سارة وهي متحمسة: وبعدين وش صار لها يا خالتي...
أم ريما وهي تصيح:الله قبض روحها وهي
ساجــــــــــــــــــدة...
سارة وهي مب مصدقة: يعني ماتت!.؟
أم ريما: أي ماتت..ماتت وخلتني بروحي...
ادعي لها بالرحمة والمغفرة..وان الله يثبتها عند السؤال...
سارة أول ما سكرت السماعة ما كانت مستوعبة الكلام اللي سمعته...
راحت عند الهدية اللي عطتها في آخر يوم من الثانوية...جلست تقرا الرسالة وهي تصيح... وخاصة يوم قرأت"سوف أدعو لك ما دام فيني عرق ينبض" زاد صياحها وهي تقول..هي تدعي لي طول هذه السنوات وأنا غافلة يا ليت إني ما تعرفت على وحدة اسمها شذى ياليت إني سمعت نصايح ريما وجلست معها...
جلست تتذكر كل المواقف اللي كانوا مع بعض..
تتذكر كيف كانت شذى تعاملها بقسوة...
سمعت الشريط "وغارت الحور"...
لـ"عبد المحسن الأحمد"اللي عطتها ريما
تأثرت مرررة لان كان أسلوبه محمس...
طول الوقت وهي تصيح ...
أخذت بينها وبين نفسها عهد أنها تترك المعاصي
وبدت تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر...
"مرت شهور"
اتصلت عليها وحدة...
.......: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سارة: وعليكم السلام من معاي...
......: أنا أ/ نورة من دار التحفيظ القران
سارة: ياهلا فيك...
أ/نورة:ممكن اطلب منك طلب يا الغالية...
سارة: آمري ..
أ/نورة:أبغى منك تلقين عندنا محاضرة...
سارة وهي متفاجئة: بس أنا ولا مرة ألقيت محاضرة...
أ/نورة:بس ما شاء الله عليك أسلوبك مرة حلو والبنات يتأثرون منك كثير ...
سارة: خلاص ...ولا يهمك...
سارة راحت وألقت المحاضرة وصراحة أسلوبها مرة شيق..
من المحاضرة قالت قصة:
في مغسلة الأموات كانوا يغسلون فتاة خرج من انفها مادة بيضاء ملأت الغرفة بريحة المسك..
!!سبحان الله !! فعلا أنها ريحة المسك...
فسألوا عنها فقالوا: لم تترك فريضة منذ سن التمييز..ولم تكن تشاهد الأفلام والمسلسلات.. ولا تسمع الأغاني...وكانت تصوم الاثنين والخميس...وكانت تتمنى أن تغسل الأموات
فغُسِلَت قبل ان تُغسَل...فسبحان الله...
ًَُ
"خلصت المحاضرة"
البنات تجمعوا عند سارة...
بنت من البنات: صراحة أنا مرة تأثرت من محاضرتك وان شاء الله أبغير حياتي من معاصي إلى طاعات ...
بنت ثانية: صراحة ودي أصير داعية مثلك والكل يحبوني مثل ما يحبونك...
بنت ثالثة: أنا احبك في الله وابدعيلك في كل صلاة بأن الله يثبتك...
سارة مرة فرحت ....وقالت بينها وبين نفسها
*واخيــــــرا وجدت طعم السعادة*
اكتشفت إن السعادة في طاعة الله مب في المعاصي.... وتذكرت كلام ريما اللي كاتبته في الرسالة "أتمنى أن تكوني داعية يوم من الأيام تأمرين بالمعروف وتنهين عن المنكر"
ياللا أنا يا ريما صرت داعية مثل ما تتمنين... ياليت انك هنا سمعتي محاضرتي...يا ليت انك جنبي وتشجعيني..
بس أبصير ادعي لك إن ربي يرحمك رحمة واسعة...وتصيرين سعيدة في قبرك مثل ما أنا سعيدة في الدنيا...
<< تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــت >>
* أتمـــــــــــنى هــــــــذه القصــــــــــة *
* تعجبكم وتحوز على رضـــــــــــاكم*