التفاحة الملوثة **

كانت صغيرةٌ بريئة .. جميلةٌ ذكية .. طفلةٌ يملأ حياتها المرح والفرح .. تزرع الجمال
هناا وهنااك .. تنثر الإبتسامات على محيا الأشخااص والجماادات !
يرتوي من عقلهاا الساحر بحكمة لاتخلو من مشاكسة طفلة ..
يرتوي كل ظمــــآن لمعاني الطهارة والنقاء ..
دخلت ذات يومٍ على أمهاا وعينيهاا الواسعتين ملأى بأحداث اليوم المشوقة .. ارتمت
بأحضان امها بعد عناء اللعب في فناء الخارج ؛؛ وقالت :
أمـــاااه .. حدث لي اليوم شيءٌ غريب .....!!
الأم – وماهو ياحلوتـــي ؟
الطفلة – كنت ألعب في الفناء مع أطفال الحارة فإذا بعجوزٍ تترب مني وأرادت أن تهديني
تفاحةٌ شهية ..!!
لم أرَ في حيااتي مثل هذه التفاحة ياامي .. كانت كبيرةٌ وتبرق كماا البلور تماماً ... وذات
إحمرارٍ شابٍ ينمِ عن جمالٍ وإغراءٍ كبيرين ...
الأم – حقاً ؟ وماذا حذث بعد ذلك ياعزيزتي ؟؟
الطفلة- سألت العجوز لمَ تهديني هذه التفاحة لي دونماا البقية ؟
أجابت لأنكِ طفلة متميزة ومختلفة عن البقية .. فأخبرتهاا بأن أمي علمتني ألآ آخذ شيءٍ من
الغرباء .. أو من أي شخصٍ لااعرفه ....!!
نظرت الطفلة في عيني أمها لترى ردة فعلهاا .. فما كان من الأم إلا أن ابتسمت إبتسامة فخرٍ
ورضا لإبنتها المطيعة ..فتشجعت الطفلة أكثر وأردفت :
لكنني تذكرت أمراً هاماً ياأمي .. تذكرت بأنه إن أخذت منهاا تلك التفاحة فإنني لاأعلم ماذا
سوف أخسر غداً ....!
وهل ستكون تلك التفاحة بابٌ لمساعدتهاا في أمورٍ (شريرة) في المستقبل أم لا ؟
ماذا لو طلبت مني ان أضرب أحداً من الأطفال الذين ألعب معهم ؟؟
ماذا لو قالت لاتلعبي مع أحد ولاتتكلمي مع أحد وسأعطيكِ بالمقابل تفاحة كل يوم ....
ماذا لو علمتني أشياء قبيحة لاأحب أن تكون فيني ....؟
بعدها ياأماه هززت رأسي نفياً وحاولت الإبتعااد .. إلا انها سحبتني من ذراعي وألقت التفاحة
في جيبي .. وقالت .. خذيهاا غنهاا لكِ يافتاة .. أنتِ تستحقينهاا ..
أخرجت التفاحة من جيبي وألقيتها على الأرض .. ورأيتهاا تتدحرج أمامي بسرعة ..
وإذا بهاا قد تلوثت بالأتربة والأوسااخ .. ورغم ذلك .. رأيت الأطفاال الآخرين يجرون خلفهاا
لإمساكهاا وكلٌ منهم يناافس الآخر لإمساكهاا .. وأنا أقف في ذهووول !!!
هل تصدقين ياأمي ؟
تفاحةٌ ملوثة يجري خلفهاا ثلة من الأطفاال رغم عدم احتياجهم لهاا ...!
إلا أن الرغبة في التملك والوصول أجبرتهم على التدافع والتدافر حتى سقط بعضهم متألماً ...
فالدنياا احياناً قد تكون قبيحة بقدر مايعااني فيها البشر من قبح مزمن !
أدركت حينهاا ياأمي .. أن التفاحة لم تكن يوماً مميزة .. بل لهث البعض وراءها هو ماجعلهاا
مميزةٌ من لا شي !
وأعطااهاا قيمةٌ من لاشي ....!!
أدركت حينهاا ياأمي أنني أحب النقاء والبياض
أحب الأمل والعدل والمعاملة الحسنة ...
أحب الأخوة والعطف والطيبة ...
وكلهاا لم أجدهاا في التفاحة الخبيثة ...
لذلك ألقيتهاا على الأرض بإرادتي .. وكان بإمكاني أخذهاا والتلوث معهاا ...
وهنا سقطت دمعة من الطفلة وألقت برأسهاا على صدر أمها الحنون وقالت :
كيف لي أن أعرف أنّ حياة البشر غير ملوثة ؟ وأنّ مشاعرهم غير ملوثة ؟ كماا تلك التفاحة
كيف لي ان اميز ياأمااه طهر الأخلاق وبياضهاا الأصلي في عالم كثر فيه البيااض المزيف ؟؟
كيف لي ياأماه أن أبقى كما أنا شامخةٌ بمبادئي رغم أنف القبح لأكون أجمل وأجمل ...
ساعديني أمي ... ساعديني ...
ابتسمت الأم ابتسامة محبة لإدراكهاا أن طفلتها اليوم قد كبرت وأن عقلهاا كفيلٌ بأن يبني لهاا
سعادةٌ من نور ...
وقالت بلطف :
صغيرتي ... لستِ بحاجةٍ إلى مساعدتي ياحلوتي .. فقد كبرتي اليوم ..
نظرت الأم إلى عيني ابنتها وقالت بمشاكسةٍ حنونة :

** أهلاً بكِ في عالم الكباار ياحلـــوة **

قصه جميلة جدا

مشكورة على القصة و دمتي لنا

العفو مشكورة ع المرور

قصة رائعه

مشكورة و بانتظار جديدك الرائع